*ورشة الكتابة المسرحية في مراكش: تأصيل التجربة وتعميق الرؤية*
في إطار دعم الحركة المسرحية المحلية وتطوير مواهب الشباب، نظمت جمعية الجيل الصاعد يوم السبت 2 نونبر 2024 ورشة كتابة مسرحية متميزة، قام بتأطيرها الأستاذ عبد الله المعاوي، بمشاركة اثنين من أبرز أعلام المسرح المراكشي، هما الأستاذان عبد الحفيظ البناوي وسعيد مسكاوي. وقد شكلت الورشة، التي انعقدت في مقر الجمعية بمراكش، فضاءً غنياً للنقاش والتعلم، إذ استفاد شباب الورشة من التجارب والخبرات الرائدة لهؤلاء الأساتذة.
الأستاذ عبد الله المعاوي، الذي يُعرف بشغفه العميق بالفن المسرحي وحرصه على نقل هذا الشغف للأجيال الصاعدة، كان له دور محوري في تقديم الورشة وتوجيه الحاضرين. عبر إرشاداته، ساعد المعاوي المشاركين على التعمق في فهم مبادئ الكتابة المسرحية، مما أتاح لهم تذوق الجوانب الفنية والنقدية بشكل علمي ومؤصل.
شارك الأستاذ عبد الحفيظ البناوي تجربته الواسعة كممثل في جمعية شبيبة الحمراء، إضافة إلى إسهاماته في تأسيس مجموعات غنائية مثل “نواس الحمراء” التي جمعت بين المسرح والغناء، و”المشاعل” و”ألوان”. كما قام بتأسيس مهرجان الظاهرة الغيوانية، الذي أضاف بُعدًا فنيًا متميزًا إلى مشهد الفنون في مراكش.
أما الأستاذ سعيد مسكاوي، فقد قدّم خبرته العميقة كإطار ومؤطر للعديد من المواهب المسرحية الشابة. كونه مؤلفًا ومخرجًا، لا يزال مسكاوي ينشط في الميدان المسرحي ويقدم إرشاداته للشباب، مُسهماً في توجيه وتطوير جيل جديد من الفنانين المسرحيين.
وقد تناولت الورشة أيضًا مجموعة من المصطلحات والمفاهيم الحديثة في عالم الكتابة المسرحية، حيث اعتمدت على نص للكاتبة العراقية عزة سليم كنموذج للتحليل والنقاش، مما مكّن المشاركين من اكتساب رؤية علمية ونقدية حول الأساليب الكتابية والفنية.
وأعلنت جمعية الجيل الصاعد أن هذه الورشة ستكون بداية سلسلة من الورشات التكوينية التي ستنظم داخل دور الشباب بمراكش. وقد تم تحويل مقر الجمعية إلى استوديو دائم للتواصل والتكوين، مما يعزز التزام الجمعية بدعم الشباب وتأطيرهم في مجالات الكتابة والإخراج المسرحي.
بهذا، تكون جمعية الجيل الصاعد قد خطت خطوة جديدة في مسارها لتعزيز الحركة المسرحية بالمغرب، من خلال دعمها للمواهب الصاعدة وإرساء ثقافة مسرحية مستدامة تعكس القيم الثقافية والاجتماعية.
