متابعة :بوغليم محمد
في 14 نونبر، تحوّلت ثانوية الجرف الأصفر التأهيلية بسيدي إسماعيل إلى محطة زمنية أعادت عقارب الساعة إلى الوراء، حيث احتفت الأجيال بروح المسيرة الخضراء في الذكرى التاسعة والأربعين لهذه الملحمة التاريخية. نظمت جمعية أكاديمية الأمل للتربية والتكوين هذا الحدث، لتأخذ الحاضرين في رحلة تفاعلية تُجسد الأمجاد الوطنية
.
بدأت الفعالية بجو من السكينة، حين افتتح أحد التلاميذ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، مستحضراً قيم الوفاء والوحدة. عقب ذلك، اجتمع الحضور بأكمله ليقفوا وقفة إجلال على أنغام النشيد الوطني، وكأنهم يستدعون شجاعة الماضي.
كان التتويج باللحظة المحورية حين أزيح الستار عن نصب النجمة الخضراء المغربية، رمزاً يسافر بين الأجيال، ثابتاً كعلامة مضيئة في ذاكرة المؤسسة. صنع هذا الرمز من إطار إسمنتي أحمر ونجمة خضراء، تحاكي التلاحم الوطني، بجهودٍ مشتركة بين الأكاديمية والثانوية، ليبقى شاهداً صامتاً على قيم الوفاء للمسيرة الخضراء.
وخلال الحدث، سار حوالي 80 تلميذاً في “مسيرة خضراء” مصغّرة داخل الثانوية، مستوحين تلك الخطوات الثابتة التي سارت نحو الوحدة، وأطلقوا حمام السلام في السماء كرسالة أبدية من المحبة والتعايش. كما غرست أشجار الزيتون لتعكس معاني السلام الذي تسعى الأجيال لصونه.
بلغت الاحتفالية ذروتها بتكريم خمسة من أبطال المسيرة، بينهم سيدتان وثلاثة رجال، اعترافاً بما قدّموه من تضحيات. وللمسة ودية ختامية، تجمع الضيوف والطلاب في لقاءٍ مشترك على شرف المشاركين، يتبادلون الأحاديث وسط مشاعر من التآلف والتقدير.
في ختام الحدث، التُقطت صورة جماعية أمام النصب التذكاري، لتجسد اللحظة كإشارةٍ رمزية للأجيال المقبلة، أن ذكرى المسيرة ستظل محفورة في القلوب. هذا النشاط جاء ليعيد تذكير الحاضرين برسالة عميقة: “الوطن باقٍ بفضل أبطاله، فلنكن جزءاً من هذا التاريخ”.