متابعة بوغليم :محمد
في ليلة ستظل محفورة في ذاكرة أولاد افرج، وفي قلوب ساكنتها التي أنهكها الخوف واليأس، تمكن رجال الدرك الملكي من تحقيق إنجاز أمني استثنائي. على أرض دوار أولاد بوعزة، حيث ترعرعت الجريمة ونمت في الظلام، جاءت هذه العملية كقبس من نور، أضاء دروب الأمان بعدما أغلقتها يد الإجرام.
بقيادة قائد المركز، وباعتماد معلومات استخباراتية دقيقة، انطلقت عناصر الدرك الملكي في مهمة صعبة لكنها واجبة. خلال ساعات من العمل الحاسم، اعتقلوا شخصين من ذوي السوابق العدلية، وأحكموا قبضتهم على ترسانة خطيرة من الأسلحة والمخدرات. دجاجتان ناريتان، أزيد من 2600 عبوة من مادة “السيرسيون” القاتلة، أقراص الهلوسة، وأنواع مختلفة من السموم التي كانت تحصد أحلام الشباب وتقذف بهم في جحيم الضياع.
الساكنة، التي طالما عاشت بين مطرقة الإجرام وسندان الخوف، وقفت مذهولة أمام هذا الإنجاز. نساء كادت ألسنتهن تعجز عن الشكر، ورجال رفعوا أكفهم بالدعاء لأولئك الذين أعادوا للمنطقة روحها المسلوبة. لم تكن هذه العملية مجرد اعتقال للمجرمين أو حجز للممنوعات؛ كانت رسالة أمل، بُعثت من قلب الظلام لتقول: “هنا الأمن.. هنا العدالة”.
رجال الدرك الملكي، في هذا اليوم، لم يكونوا فقط جنوداً، بل كانوا أبطالاً حملوا على عاتقهم مسؤولية مسح دموع الساكنة، واستعادة كرامة المكان. يبقى دوار أولاد بوعزة شاهداً على أن الحق ينتصر مهما طال الظلم، وأن الأمن هو حق لا يقبل المساومة.