A place where you need to follow for what happening in world cup

بين البشر والله: عدالة السماء وظلم الأرض

0 20

متابعة:صالح الريمي

في عالم البشر، تُبنى العلاقات غالبًا على قاعدة هشّة من التوقعات والمثالية. لو أصبت 99 مرة وأخطأت مرة واحدة، لن تُذكر سوى تلك المرة الأخيرة، فتُدان عليها وكأنها تلغي كل نجاحاتك السابقة. هكذا هو حكم البشر: قاسٍ، سريع، وأحيانًا ظالم.

لكن مع الله، القصة مختلفة تمامًا. هو الكريم الذي يفتح أبواب رحمته لكل مخطئ، الغفار الذي يصفح عن الزلات، والتواب الذي يقبل منك حسنة واحدة ليغفر بها سيئات كثيرة. فكيف نلهث وراء رضا البشر ونغفل عن رضا الله الذي لا يُقارن؟

لماذا أصبحنا نحاكم أنفسنا أمام الآخرين؟
اليوم، كل كلمة تنطقها تحتاج إلى تفسير، وكل تصرف بسيط قد يُساء فهمه. نعيش في زمن أضحى فيه حسن النية نادرًا، وسوء الظن حاضرًا دائمًا. الكلمة التي تنطقها ببراءة قد تُفسر بخبث، والتصرف النابع من حسن نية قد يُؤول بغير حق.

إننا نعيش في مجتمع مليء بالمفاهيم المشوشة. الدنيا نفسها لم تتغير، فهي ثابتة، لا تعي ولا تدرك. لكن النفوس تغيرت، والمبادئ انحرفت، والقلوب قست. أصبحنا نقيم الآخرين على لحظة واحدة، متناسين كل الماضي الجميل.

دعوة للتأمل والإصلاح
الحياة ليست محكمة مفتوحة، ولا البشر قضاة مؤهلون لمحاكمة بعضهم البعض. كلنا مثقلون بالعيوب، وكلنا نعيش تحت رحمة الله الذي يسترنا. لولا ستره، لانحنت رؤوسنا خجلًا. لذا، بدلًا من الانشغال بتقييم الآخرين، فلننصرف إلى إصلاح أنفسنا وتقويم أخطائنا.

ومضة أمل
الله لا ينظر إلى ماضينا السيئ إذا عدنا إليه بتوبة صادقة. البشر قد يمحون تاريخك مقابل زلة واحدة، أما الله فيمحو زلاتك كلها مقابل توبة صادقة واحدة.

فلنكن متفائلين، ولنبحث عن الخير فيمن حولنا. في النهاية، الدنيا امتحان قصير، والمهم هو علاقتنا بالله، فهو العدل والرحمة في آن واحد.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.