متابعة :بوغليم محمد
في إطار الجولات الميدانية التي يعكف عامل إقليم الجديدة على القيام بها لتتبع المشاريع التنموية والوقوف على الإشكاليات العالقة، شهدت جماعة الغديرة حدثًا استثنائيًا يوم زيارته، حيث كان مرفوقًا بالسيد الكاتب العام للعمالة وعدد من النواب البرلمانيين والمسؤولين اللاممركزين. هذه الزيارة لم تقتصر على تفقد المنجزات والمشاريع المتعثرة فحسب، بل امتدت إلى فتح قنوات حوار تتجاوز حدود البروتوكول الرسمي، لتصل إلى هموم وتطلعات الفاعلين السياسيين الذين حملوا ملفاتهم بين أيديهم وأتوا للبحث عن الإنصاف.
مشاريع تنتظر الانطلاق ونقاشات تبحث عن الحلول
خلال الزيارة، جال السيد العامل بمرافقيه بين الأوراش والمشاريع قيد الإنجاز، كما توقف عند تلك التي ما تزال رهينة التعثر. بحنكة القائد الميداني، ناقش الحلول الممكنة، ووضع خارطة طريق تتسم بالواقعية والتخطيط المحكم لضمان إنجازها في أقرب الآجال.
لكن، وكما هي عادة الزيارات التي تحمل بين طياتها أكثر مما يظهر على السطح، برزت جوانب إنسانية لهذه الجولة. من بين اللحظات البارزة، كان اللقاء الذي جمع السيد العامل بالرئيس السابق لجماعة الغديرة، السيد العارف إبراهيم، وهو لقاء حمل بين طياته شجون الماضي وآمال المستقبل.
العارف إبراهيم بين ذكريات الإقصاء ووعود الإنصات
الرئيس السابق لجماعة الغديرة، الذي قاده الطموح والالتزام بخدمة المنطقة لخوض معركة انتخابات 2022، عاد ليحكي للسيد العامل عن خيبة أمل كبيرة لا تزال تثير في نفسه ألمًا. في حديث خاص، سرد العارف إبراهيم ما وصفه بـ”الظلم الانتخابي” الذي تعرض له، مشيرًا إلى تلاعبات أدت إلى استمالة بعض المستشارين، مما أفضى إلى حرمانه من رئاسة الجماعة، وهي صدمة حملتها السنوات ولم تبرأ منها الأيام.
السيد العامل، بعقلانية رجل الدولة وهدوء الحكماء، كان جوابه بليغًا دون أن يكون جارحًا، شافيًا دون أن يكون مسكنًا. أكد للعارف إبراهيم أن مكتبه سيظل مفتوحًا في وجهه، متى شاء، للحديث والمناقشة في كل ما يعترض طريقه من هموم وشجون. تلك الكلمات، وإن كانت بسيطة في ظاهرها، حملت في عمقها رسالة طمأنينة بأن باب الإنصاف لن يغلق، وأن الأمل سيظل حاضرًا ولو في خضم الظلم.
بين الحاضر والمستقبل: أفق جديد
زيارة عامل الإقليم لجماعة الغديرة لم تكن مجرد محطة لتفقد المشاريع التنموية، بل أظهرت كيف يمكن للمسؤولية أن تحمل في طياتها لمسة إنسانية تجعل من الحوار وسيلة لإحياء الأمل، ومن التفقد الميداني جسراً لإعادة بناء الثقة.
الرئيس السابق لجماعة الغديرة خرج من اللقاء وقد وُضعت بين يديه “رصاصة الرحمة”، كما وصفها، لكنها ليست النهاية، بل ربما البداية لصفحة جديدة تُكتب بأيدي الجميع، قيادة وساكنة، تحت سقف خدمة الصالح العام.
رسالة الأمل المستدام
إن الزيارات الميدانية لعامل إقليم الجديدة تُبرز أكثر من أي وقت مضى الالتزام العميق بقضايا الساكنة، من خلال الجمع بين الإصلاح العملي والاستماع الإنساني. فالتنمية ليست مجرد مشاريع تُنجز على الأرض، بل هي أيضاً قلوب تُشفى من خيبات الماضي، وأرواح تُحمَّل بطاقة جديدة للعمل والمساهمة في بناء المستقبل.
هكذا، يبقى المشهد شاهداً على أن القيادة الحقيقية تُصنع في الميدان، بحوار صادق وعمل دؤوب لا ينفصل عن نبض المواطن.