متابعة بوغليم محمد
في مشهد يثير الأسى والاستغراب، يشهد شارع الكليات على مستوى “دوار الغربة” بمدينة الجديدة، والتابع للملحقة الإدارية السابعة، حالة مزرية من الإهمال وتراكم الأزبال، خصوصاً بالقرب من مؤسسة الغربة التعليمية. وضعٌ كارثي يُنذر بتدهور بيئي وصحي في منطقة تعتبر رمزاً للعلم والثقافة بوجود الكلية والمؤسسة التعليمية. 
رغم أهمية المكان ووزنه الثقافي، يبدو أن الجهات المسؤولة عن النظافة والتنمية غافلة تماماً عن هذا الوضع. فالشارع الذي يُفترض أن يكون واجهة مشرقة للمدينة، خاصةً مع وجود صرحين تعليميين كبيرين، تحوّل إلى بنك انتخابي تسيل كثافته السكانية لعاب كل مرشح، دون أن يُترجم ذلك إلى برامج حقيقية لتحسين ظروف العيش فيه.
هذا الوضع يُثير تساؤلات عميقة حول الجهات المسؤولة عن النظافة، بدءاً من الشركة المتعاقدة مع المجلس الجماعي إلى القطاع الوصي عن التتبع والمراقبة. كيف يتم إبرام صفقات بملايين الدراهم مع شركات النظافة دون التزام فعلي بتقديم خدمات تليق بمدينة تزخر بالعلم والثقافة؟ وهل يُعقل أن تتحول أبواب المدارس والكليات إلى نقاط سوداء تُشوّه صورة الفضاء التعليمي وتُهدد صحة الساكنة؟ 
المواطن الجديدي لم يعد يقبل بالوعود الجوفاء، فالمكانة الحساسة لهذا الشارع تتطلب رؤية تنموية واضحة ومحاسبة صارمة لكل من يساهم في تردّي الأوضاع. فهل سيبادر المسؤولون لتحمل مسؤولياتهم أم أن الوضع سيبقى على حاله، في انتظار موسم انتخابي جديد؟
