نحو رؤية تقدمية لتكوين الشرطي …
اعداد عبد الغني جبران تمارة
يقصد بمصطلح التكوين( Formation ) العمل على اكتساب التقنية المدعمة بالمعارف النظرية من أجل شغل عمل ووظيفة، غير أن الهدف الرئيسي من التكوين داخل المرافق العمومية للأمن لا ينحصر فقط في تحصيل المعارف، بل يتحدد ،بدرجة أولى في تحسين سلوك الموظفين وتغيير طرق عملهم، خدمة للمرتفقين وتلبية لاحتياجاتهم.
والتكوين الأساسي المشترك، والمعروف بالتدريب الأساسي، هو مرحلة أولى وضرورية لاندماج الملتحقين الجدد داخل المؤسسة الشرطية، التي تتجسد مهمتها الأساسية في حماية النظام الإجتماعي والمؤسساتي، وترتيب الظروف المناسبة للعيش بدنيا في إطار حد أدنى من الأمن الفسيولوجي، حيث تتمثل الخطوة الأولى في الانخراط القوي للشرطي الجديد داخل البنية الشرطية، والعمل على إلغاء الأنا لديه
)L egocentrisme) لفائدة النزعة الغيرية.
( L allocentrisme )
أما بداغوجية وبرامج التكوين تتم وفق أهداف ومناهج عقلانية وأن يكون هدفها الرئيسي في جعل رجل الأمن خادما للناس والمؤسسات من خلال برامج التأهيل المهني الأكثر ملاءمة للعمل الميداني، والأكثر نجاعة في صقل الشرطي في صورة موظف مفعم بروح نكران الذات .
إن المسألة الأمنية تنصب على جسامة المهمة التي تنتظر رجل الأمن، بالنظر لحساسية الوظيفة، وصعوبة الظروف التي تمارس فيها، تحت انظار مواطن مراقب ، يلح أكثر من أي وقت مضى، على ضمان امنه بدقة ومهنية ومسؤولية في ظل الإحترام الدقيق الواعي للحقوق والحريات التي يضمنها القانون، واعادة النظر في الأدوار والوسائل والغايات ،إذ يبقى الهدف هو الارتقاء بالتكوين من مجرد هياكل وأجهزة إلى جعله أداة ناجعة وفعالة للتاهيل والترقية .
غير أن بلوغ هذه الأهداف الطموحة يمر عبر عدة إنتظارات :
_ المهنية
_ العقلنة
_ والعصرنة
