*إقليم الخميسات: بين المواسم والمهرجانات واحتياجات التنمية الأساسية*
*بقلم ✍ لبنى المعلوم*
يُعتبر إقليم الخميسات من المناطق التي تهتم بتنظيم المواسم والمهرجانات على مدار السنة. تُعد هذه الفعاليات فرصة لتعزيز الثقافة المحلية وجذب السياح، ولكن تكاليف تنظيمها تكون مرتفعة، مما يثير تساؤلات حول *الأولويات التنموية* في الإقليم.
تواجه جماعات الإقليم، وخاصة مدينة تيفلت والخميسات، *نقصًا في أساسيات التنمية المحلية*. في الوقت الذي تُصرف فيه أموال طائلة على المهرجانات، يعاني السكان من غياب *البنية التحتية* الضرورية. يشكو المواطنون من الطرق غير المعبدة والحفر المنتشرة، مما يؤدي إلى حوادث السير. كما أن غياب الإضاءة الليلية في الشوارع يزيد من مخاطر السرقة، مما يطرح سؤالًا حول سبب توفر الإضاءة فقط خلال المناسبات.
تستمر مشكلة *نقص المياه*، حيث ينقطع الماء لساعات طويلة، وتُعاني بعض الدواوير من عدم توفره بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر الإقليم إلى *الرعاية الصحية* المناسبة. تشير التقارير إلى أن الوضع الصحي في المستشفيات، مثل تلك الموجودة في تيفلت والخميسات، يحتاج إلى تحسين كبير، من حيث نقص الأطر الطبية والموارد اللازمة وافتقاد هذا المجال للمراقبة، وعدم رعاية صحة المواطن، حيث تُسجل حالات ولادة على الأرض بسبب نقص الإمكانيات.
كما شهدت سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في ظاهرة الانتحار بين الشباب، خاصة في مدينة تيفلت، وهو ما يعكس انتشار المخدرات نتيجة الفقر والبطالة.
كما نجد تجاهلًا من قبل بعض المسؤولين في الإقليم لمشكلة *النفايات*، حيث تحولت بعض المناطق إلى موطن للنفايات، مما يؤثر سلبًا على صحة السكان، سواء كانوا أصحاء أو مرضى. هنا نسجل تجاهلًا مقصودًا وصمتًا يدمر صحة الساكنة ولا من يستمع.
السؤال المطروح في ظل تدهور الإقليم وبمشاكله الكارثية، هل سيستمر كل سنة على نفس المنوال بالاحتفال ورقصه وغنائه على معاناة المواطن؟ للتذكير، المسؤولون يعززون الثقافة والتراث المحلي بينهم وليس المواطن الفقير الضعيف الذي يقف ليشاهد إنتاجاتهم الفاشلة على حسابه.
في ظل هذه الظروف، يتطلع سكان إقليم الخميسات إلى برنامج تنموي حقيقي يغير مجريات حياتهم ويعالج المشاكل التي يواجهونها. من الضروري أن يتم تنفيذ خطة شاملة على أرض الواقع، تضمن تحسين الظروف المعيشية وتلبية الاحتياجات الأساسية. كما يجب أن يكون ربط المسؤولية بالمحاسبة جزءًا لا يتجزأ من هذا البرنامج، لضمان تحقيق التنمية المستدامة وتوفير بيئة أفضل للجميع. إن المجتمع يستحق أن يعيش بكرامة، وأن تتوفر له فرص حقيقية للنمو والتطور.