#ذ_سعيد_لمخنتر_الحمداوي_الإدريسي :
-مراسل جريدة النهضة الدولية –
جامعة القاضي عياض تنظم تكريمات شرفية و
في كوكبتها الدكتور محمد الكنيدري
بٍرحاب كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمراكش المحروسة
يومه السبت 7دجنبر 2024 و على شرف السيد عميد جامعة القاضي عياض فضيلة الدكتور بلعيد بوكادير و في إطار ثقافة العرفان و في حضرة ثلة من رجالات القضاء و الطب و الإبداع تم في لقاء بهيج أبدع في تسيير فقراته الدكتور أحمد شحلان تكريم الدكتور محمد الكنيدري وزير التعليم الأسبق و الرئيس السابق لجامعة القاضي عياض .
هذا و تميزت لمة الخير هاته فضلا عن الطلبة و الباحثين بحضور وِفادة طيبة من أعيان و وجهاء و مثقفي الحاضرة المراكشية كالمؤرخ أحمد متفكر و النقيب الأستاذ عمر أبو الزهور و الباحث في التراث الأسناد يونس بن الطيبي و غيرهم حيث تم توزيع تذكارات شرفية و تكريمية على شرف الحضور .
( بورتريه )
* محمد الكنيدري نار على عّلٓم *
يعد الدكتور محمد الكنيدري الحاصل على شهادة الدكتوراة في الفيزياء من أبرز الشخصيات التي بصمت على مسار مميز في مسيرة حفاظ المدينة مراكش على إشعاعها الفكري، الإجتماعي والثقافي، من خلال مجموعة من المبادرات التي أشرف على حصولها في واقع الممارسة الهادفة إلى بناء مدينة تتلاءم في إطارها مميزات ومحتويات التيار الحداثي مع خصوصيات التيار المحافظ والحمولة الشعبية للمجتمع المراكش، حيث يظل الدكتور محمد الكنيدري علامة مميزة في إحداث الإندماج والتساوق بين معطيات العصر الفكرية والإجتماعية وثوابت الرؤية المحافظة في بلورة صيغة تعايش بين ما هو حديث وما هو تقليدي، وذلك من خلال الأنشطة السوسيو ثقافية والرياضية واقتربت بشخصيته ميدانيا إلى ولوج عالم الإجتماع التطبيقي الذي يتطلب اكتساب خبرات في فهم الظاهرة الإجتماعية، ومن ثمة التفاعل معها وتصورها وتكوين أفكار مترابطة حولها، ثم العمل على تنفيذها في إطار مبادرات اجتماعية. فمن هو الدكتور محمد الكنيدري الذي قدم إلى العمل الجمعوي من فضاء المعرفة العلمية المحضة؟ وما هي أبرز تجليات العمل الذي يقوم به على المستوى الإجتماعي؟.
ينحدر في بيان السيرة الذاتية للدكتور محمد الكنيدري، رئيس جامعة القاضي عياض سابقا و وزير التربية الوطنية والتعليم والبحث العلمي سابقا، رئيس جمعية الأطلس الكير، رئيس اللجنة المنظمة لماراطون مراكش الدولي، (ينحدر) من سيدي رحال وتحديدا من ” قبيلة زمزان ” العربية، والتي حلت منها عائلته منذ أكثر من 100 سنة بمراكش، واستقرت بالمدينة القديمة لمراكش التي سكنت بها أسرته بحومة باب هيلانة وتحديدا {بدرب الحمام} المقابل لضريح العلامة الفقيه {القاضي عياض} صاحب {كتاب الشفا}، بينما أسر العائلة الأخرى سكنت بين {حومة سيدي أيوب، وأسول}.
في سن الخامسة من العمر يفقد الدكتور محمد الكنيدري والده إلى مثواه غير الأخير، سنة واحدة عن فراق الأب تلتحق الوالدة بالرفيق الأعلى، تاركة الإبن الصغير محمد الكنيدري وهو في سن السادسة، وتحت رعاية وتربية أخوته الذين كانوا يتشكلون من 3 ذكور و 3 إناث، والذين لم يجدوا كبير عناء في احتضان ورعاية وتربية هذا الأخ الطفل، حيث كان هادئا منصتا حاسب لتحركاته بشهادة أخته عائشة الكنيدري التي قالت عنه قد «كنت معتمدا على نفسك، ولم نكن نجد أي صعوبة في تربيتك وتوجيهك»، بحسب المعلومات المتوفرة عن نشأة الدكتور محمد الكنيدري الذي كانت بداية علاقته بالدراسة والعلم والمعرفة انطلاقا من الْكُتَّابٍ لتحصيل سور من القرآن الكريم، خصوصا وأن العائلة كان ينتمي إليها حملة القرآن وعلماء دأبوا برواية الدكتور محمد الكنيدري على تكوين حلقات لقراءة القرآن الكريم، وحيث تذكر نفس رواية الدكتور في هذا المجال أنه قد كان من عادة أهله الإلتقاء ليلة القدر للقراءة الجماعية للقرآن الكريم والحرص على«إخراج السلكة»، وختمه في هذه الليلة المباركة، حيث كانت العائلة تفتتح التلاوة بعد صلاة المغرب وختمه مع صلاة الفجر، وهي العادة الطيبة التي سيفتقدها الدكتور مع سفره إلى فرنسا لإكمال دراسته العلمية العليا في الفيزياء النووية.
هذا في ما وسم مشواره الدراسي بالتفوق الذي سيمكنه من دراسة الفيزياء النووية بعد حصوله على الباكالوريا في السنة الدراسية 1962، واختياره من بين 21 حاصلا على الباكالوريا لمتابعة الدراسة بفرنسا، بحسب المعلومات المتوفرة حول شخصية الدكتور محمد الكنيدري العائلية والعلمية؛ بحسب نفس المعلومات المتوفرة حول المسار الدراسي والعلمي للدكتور محمد الكنيدري، والتي تضيف بأن الكنيدري قد درس مادة الفيزياء والكيمياء لمدة أربع سنوات قبل أن يلج المدرسة العليا للأساتذة، والتي أحرز بها خبرات في علم النفس والتواصل، وأصبح منتميا لهيئة تكوينها باعتباره أستاذا مساعدا لمدة سنة في المدرسة العليا للأساتذة، وأنهى بحثه للدراسات المعمقة في الرباط حيث يسجل إجراؤه لبحثه في سنة بدل سنتين، وقد أنهى أطروحته مع أستاذه في باريس والذي طلب منه العودة إليها وتحديدا إلى المدرسة العليا، فخيّر بين العمل في 3 مختبرات، ليختار المدرسة «سوتنرال»، التي درس فيها أنس بلافريج، على اعتبار أن مختبرات هذه المؤسسة كانت مجهزة بشكل متطور.
وقد منحت جامعة «بوركون» الفرنسية الدكتور محمد الكنيدري الدكتوراه الفخرية ، كما حصل على العلامة الذهبية للإستحقاق الفرنسي سنة2001، إضافة إلى وسام العرش من درجة ضابط في نفس السنة 2001، ويشغل الدكتور محمد الكنيدري حاليا مديرا لمؤسسة دار الطالب بمراكش، رئيسا لجمعية الأطلس الكبير، رئيسا للجنة المنظمة لماراطون مراكش الدولي، رئيسا لإدارة المهرجان الوطني للفنون الشعبية.
وتلخص الندوة العلمية حول الرياضيات التي انعقدت بمراكش قبل أشهر، وتم خلالها تكريم الدكتور محمد الكنيدري، هذا المسار الدراسي والعلمي للدكتور، حيث قال في أثناءها ، بأن اغتنام الندوة لتكريم الدكتور محمد الكنيدري، يأتي من حيث الرمزية، بأن أول ندوة للرياضيات انعقدت لما كان السيد الدكتور محمد الكنيدري عميدا لكلية العلوم السملالية، وهو أول عميد لها، كما أنه أول رئيس لجامعة القاضي عياض، وقد اخترنا أن تكون هذه الإلتفاتة لهذا الرجل باعتبار عطائه، لأخلاقه، لمبادئه، رجل حوار، رجل رعى أجيال من الأساتذة ومن الطلبة، حيث كان همه هو خدمة الجامعة المغربية والجامعة العمومية، و في ما أوضح رئيس جامعة القاضي عياض الدكتور مولاي أحبيض، أنه قد تبين من خلال ترؤس الدكتور محمد الكنيدري لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، أنه رجل حوار، رجل إنصات، رجل عمل، فهو قد سهل كما قلت في البداية أول ندوة أعطت لنا نحن كمشتغلين بالرياضيات طاقة، خلق فينا دينامية، لذلك ولابد وهذا أضعف الإيمان أن نلتفت للرجل، وأن نكرمه، وأن نوفيه حقه لما قدم لهذه المؤسسة ولهذه الجامعة ولبلده من أعمال يشكر عليها.
على مستوى الأنشطة ، فاجتماعيا هدف افتتاح مركز التربية والتكوين للنساء الذي أعطى انطلاقة اشتغاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شهر يناير من العام 2014، إلى المساهمة في تأهيل النساء والفتيات عبر تقديم دروس في محو الأمية، وتعلم المهن التي تتيح لهن ولوج سوق الشغل، وحيث يعتبر مثالا حيا لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة بعمالة مراكش، الرامية إلى محاربة الفقر والإقصاء والتهميش، وتجليا بارزا للمكانة التي يوليها جلالته لتكوين العنصر البشري، تكوينا مؤهلا باعتباره المدخل الأساسي لولوج سوق الشغل، من خلال تكوين النساء في مهن إلى الإعلاميات والحلاقة والتجميل والخياطة والفصالة، وتطوير كفاءات المستفيدات بغية تحسين ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية؛ وبذلك يمكن اعتبار أن العمل الإجتماعي قد أصبح مركزيا في إدارة الدكتور وريادته في العمل الجمعوي من خلال جمعية الأطلس الكبير التي يرأسها, وعلى المستوى الثقافي، يعد إحياء المهرجان الدولي للفنون الشعبية بمراكش من أبرز المحطات الثقافية التي استأثرت باهتمام الدكتور محمد الكنيدري، خصوصا بعد استعادة التنظيم للمهرجان وهي الإستعادة التي لعب فيها الكنيدري دورا كبيرا، ثم بعد فترة التوقف بسبب جائحة كورنا، وعلى المستوى الفني يعمل الدكتور محمد الكنيدري من خلال جمعية الأطلس الكبير على نجاح التظاهرة الفنية ” المهرجان الجهوي للمواهب الشابة المتمدرسة للموسيقى والغناء”، والذي يهدف إلى اكتشاف الطاقات الفنية الشابة داخل المؤسسات التعليمية (الإعدادية والثانوية) والمؤسسات الجامعية، وتأطيرهم في الميدان الفني، وكذا تشكيل مجموعات موسيقية شبابية ومجموعات صوتية (الكورال)، وإبراز المهارات الفنية للتلاميذ والطلبة وتشجيعهم على العطاء والإبداع الفني وتقريبهم إلى الجمهور، بحسب الإفادة الواردة في بلاغ الدورة، يتم تنظيمه بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، والجامعة الخاصة بمراكش.
ثم إلى كل تلك الأنشطة، وعلى المستوى الرياضي، يعد ماراطون مراكش الدولي الذي يرأس لجنة تنظيمه الدكتور محمد الكنيدري، ووصل إلى تنظيم الدورة 33 من فعالياته خلال هذه السنة 2023، من أبرز الماراطونات الدولية خصوصا بعد تحقيق التحطيم للرقم القياسي للماراطون، عبر العداء الكيني ستيفان طوم، الذي استطاع في الدورة 14 من الماراطون وأقيمت في السنة 2013، من تسجيل توقيت 2س و6د و35ث، متجاوزا الرقم لسابق الذي حققه العداء المغربي عبد القادر موعزيز سنة 1999 بتوقيت 2س و8 د و15 ث.
محمد الكنيدري كما يقول المثل العربي الفصيح {نار على علم}.