الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الأطفال بالدار البيضاء
عزمي همام
تستعد مدينة الدار البيضاء لمهرجان أدبي غير مسبوق. من 14 إلى 22 ديسمبر، ستحول الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الأطفال والشباب أنفا بارك إلى عالم نابض بالحياة من الحروف والإبداع والخيال. وبمشاركة 340 ناشرا من 29 بلدا واتحاد الوالوني-بروكسيل كضيف شرف، يعد هذا الحدث بتجاوز نجاح نسخته الأولى، وتعزيز مكانة الدار البيضاء كمرجع ثقافي دولي.
هذا الحدث أكثر من مجرد معرض للكتاب، فهو يمثل تجربة غامرة للقراء الشباب وحافزًا لصناعة النشر. ويتضمن البرنامج، وهو عبارة عن زوبعة من الأنشطة، 7 مساحات ترفيهية تتضمن 405 ورشة عمل – بمعدل 45 ورشة يوميا – تشجع المشاركة الفعالة للشباب. ستستضيف أربع مساحات إضافية 66 نشاطًا ثقافيًا للرسامين والكتاب الشباب، مما يسهل اندماجهم في صناعة كتب الأطفال والشباب الديناميكية.
ويلعب التدريب أيضًا دورًا مركزيًا. ويتضمن البرنامج ورش عمل وجلسات خاصة لموظفي وزارة التربية الوطنية، تركز على إدارة المكتبات المدرسية. وسيتم تنفيذ برامج توعوية داخل أجنحة المؤسسات المشاركة، لتعزيز القراءة وتقدير الأدب منذ سن مبكرة.
ولا يقتصر الحدث على الترويج للأدب؛ تسعى إلى تعزيز صناعة الكتاب، وإبراز صورة الدار البيضاء كوجهة ثقافية نابضة بالحياة، وتمكين القراء الشباب من الوصول إلى التراث الثقافي المغربي والدولي الغني. إن تنوع المشاركين واتساع نطاق البرنامج والتفاني في التدريب يسلط الضوء على طموح هذه القاعة الذي يتجاوز مجرد معرض الكتب ليصبح محركا للتنمية الثقافية.
ومع ذلك، سيتم قياس النجاح الحقيقي لهذا العرض من خلال تأثيره على المدى الطويل. فهل يوقظ حب القراءة لدى جيل جديد من الشباب المغاربة؟ هل ستساهم في تعزيز صناعة النشر الوطنية والدولية؟ سوف تظهر الإجابات على هذه الأسئلة في الأشهر التالية للحدث. لكن في الوقت الحالي، تستعد الدار البيضاء لاستقبال سيل من الإبداع الأدبي، لتحويل المدينة إلى منارة لثقافة الأطفال والشباب في العالم.