Tvالصقارة: إرثٌ عريق في حضن سيدي بنور
عندما نتحدث عن الصقور، لا نتحدث فقط عن طائرٍ يحلّق في الأعالي، بل عن رمزٍ متجذرٍ في عمق الحضارات، عن ثقافةٍ تصونها أيادٍ ماهرة وقلوبٌ تحمل شغفاً لا يموت. هذا الشغف هو ما يجمع عشاق الصقور تحت لواء الجمعية المغربية للصيادين بالصقور بإقليم سيدي بنور، التي أبت إلا أن تكون نجماً مضيئاً في سماء العطاء المدني، عبر مشاركتها في الدورة السادسة لجائزة المجتمع المدني.
حضورٌ يليق بالإرث.
تمثل هذه الجمعية، بقيادة السيد سعيد عبد العزيز، أيقونةً من أيقونات العمل الجمعوي الملتزم، وامتداداً لتقاليد الصقارة التي تضرب جذورها في التاريخ المغربي العريق. سعيد عبد العزيز، رئيس الجمعية، ليس فقط حامل شعلة هذه الثقافة داخل المغرب، بل هو أيضاً عضو مجلس إدارة الاتحاد الدولي لرياضات وسباقات الصقور بدبي، ما يضفي بُعداً دولياً على جهوده، ويجعل من الجمعية جسراً ثقافياً يربط المغرب بباقي دول العالم.
الصقارة: رياضة وحياة
ليست الصقارة مجرد رياضةٍ تقليدية تُمارس بغرض الترفيه، بل هي فلسفة حياة، مدرسةٌ تُعلّم الصبر والتأمل والتفاعل مع الطبيعة. تحتفي الجمعية المغربية للصيادين بالصقور بهذه القيم، وتسعى جاهدةً إلى نشرها بين الأجيال الصاعدة، متخذةً من إقليم سيدي بنور مركزاً لإحياء هذا التراث، ورافعةً تُعزز الهوية الثقافية المغربية.
الجائزة: اعتراف بجهود الجمعية.
مشاركة الجمعية في الدورة السادسة لجائزة المجتمع المدني ليست مجرد حدث عابر، بل هي اعتراف مستحق بجهودها الدؤوبة في الحفاظ على تراث الصقارة وإثراء العمل المدني. من خلال أنشطتها المتعددة، تمكنت الجمعية من إعادة الصقور إلى الواجهة، ليس فقط كرمزٍ ثقافي، بل كأداةٍ لربط الحاضر بالماضي.
إرثٌ يعيش للأبد
إن الدور الذي تلعبه الجمعية المغربية للصيادين بالصقور يتجاوز حدود الإقليم ليصل إلى العالمية. وما يجعل هذا الإرث أكثر إشراقاً هو التزام أعضائها، وعلى رأسهم سعيد عبد العزيز، بنقل رسالة الصقارة إلى كل مكان، وإحياء جذورها في النفوس.
ختامٌ بأفق مفتوح
الصقارة في سيدي بنور ليست مجرد تقليدٍ قديم، بل هي قصةٌ تُكتب فصولها بحبٍ وعزيمة. جمعية الصيادين بالصقور، من خلال رؤيتها الطموحة، تسير بخطى واثقة نحو مستقبلٍ يُحافظ على الموروث ويعانق الحداثة، لتظل الصقور رمزاً للحرية والسمو، ولتظل هذه الأرض الطيبة موطناً لثقافةٍ تتحدى الزمن.