بقلم ✍️ مندوبة جريدة النهضة الدولية TV نجاة جهة فاس / مكناس .
“مراكش تحتضن الندوة الثانية للكاف: تعزيز التعاون الرياضي وتطلعات إفريقيا نحو المستقبل”
تعدُّ كرة القدم إحدى أكبر العوامل التي تجمع الشعوب وتوحدها حول شغف واحد، وتظل البطولات والفعاليات الرياضية الدولية محط أنظار العالم أجمع. في هذا السياق، كان لمراكش نصيب من استضافة حدث رياضي مهم وهو “الندوة الثانية” التي نظمتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، إلى جانب 53 رئيس اتحاد من مختلف قارات العالم. الحدث الذي يُعدُّ محطة فارقة في تاريخ كرة القدم الإفريقية والعالمية، تسلط الضوء على مستقبل اللعبة، كما يعكس الطموحات الكبيرة التي تتطلع إليها القارة السمراء لتحقيق المزيد من الإنجازات على الساحة العالمية.
في قلب مدينة مراكش المغربية، عُقدت الندوة الثانية تحت إشراف الكاف، في خطوة تهدف إلى تطوير كرة القدم الإفريقية وتعزيز التعاون بين الاتحادات المختلفة. الحضور الرفيع المستوى كان مميزًا، حيث ألقى رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، كلمة افتتاحية أشار فيها إلى الدور المحوري الذي تلعبه إفريقيا في تطور اللعبة، مشيدًا بالتقدم الكبير الذي حققته العديد من الدول الإفريقية في الآونة الأخيرة على الصعيدين الرياضي والتنظيمي.
إن وجود 53 رئيس اتحاد في هذا الحدث يمثل تأكيدًا على حجم الاهتمام المتزايد بكرة القدم في القارة الإفريقية، التي تعد من أكثر القارات التي تشهد تطورًا ملحوظًا في البنية التحتية للرياضة، فضلاً عن تحفيز الأجيال الجديدة على ممارسة اللعبة. كما ناقش الحضور العديد من المواضيع المهمة التي تمس مستقبل الرياضة، من بينها آليات تحسين تنظيم البطولات، ودعم المنتخبات الوطنية، وتطوير الأكاديميات الكروية في البلدان الإفريقية.
غير أن غياب ممثلي بعض الاتحادات الأخرى، وعلى رأسها الاتحادات الآسيوية والأوروبية، ألقى بظلاله على الحدث، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذا الغياب على التفاعل الدولي مع القضايا المشتركة التي تمت مناقشتها. رغم ذلك، فإن حضور إنفانتينو مع رؤساء الاتحادات الإفريقية يعكس إيمان الفيفا العميق بأهمية تعزيز التعاون مع القارة السمراء، والعمل على دعم مشروعاتها الرياضية والتنموية.
لقد شكلت الندوة الثانية في مراكش نقطة تحول هامة في تاريخ كرة القدم الإفريقية، حيث أظهرت التزام الكاف بتطوير اللعبة وتعزيز التبادل المعرفي بين الاتحادات. على الرغم من غياب بعض الاتحادات الأخرى، إلا أن هذا الحدث أكد مرة أخرى على الدور البارز الذي تلعبه إفريقيا في الساحة الرياضية العالمية. من المتوقع أن تكون هذه الندوة خطوة إضافية نحو النهوض بكرة القدم في القارة، بما يعكس تطلعاتها نحو تحقيق مزيد من التقدم والإنجازات العالمية في السنوات القادمة. إن تعزيز التعاون بين مختلف الفعاليات الرياضية على مستوى العالم يعد الطريق الأمثل لتحقيق أهداف كرة القدم الشاملة والمستدامة، وهو ما تعكسه هذه الفعالية المتميزة في مدينة مراكش.