ذ_سعيد_لمخنتر_الحمداوي_الإدريسي
*باحث في التاريخ و الآثار*
_جريدة النهضة الدولية_
“مقالات الرأي” .
( *القائد محمد بن الطيبي و العِناية بِقُبة مزار الولي الصالح سيدي عبد الرحمان ‘ مُقاربات تاريخية ‘*)
تُشكل قبة الولي الصالح سيدي عبد الرحمان السرغيني بمدينة قلعة السراغنة معلمٓة تاريخيًة بارزة يعود بناؤها إلى القائد محمد بن الطيبي ، أحد أبرز قادة قبيلة السراغنة إلى جانب القائد الكوݣي و القائد بن عرش ، والذي تولى قيادتها لمدة 25 عامًا تحت حكم السلطانٓين المولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز هذا.
اشتهر القائد محمد بن الطيبي بحكمه العادل وإصلاحاته العميقة التي انعكست على استقرار القبيلة و سلمها الإجتماعي خيث يتخذ من القبة مركزًا لحكمه إلى جنب مقربه السكنيين .
وُلد القائد محمد بن الطيبي وترعرع في دوار سليمان أولاد الرغاي الحافات بمنطقة أهل الغابة ، وانتمى إلى عائلة عريقة في قيادة قبيلة السراغنة. سبقه في القيادة عمه القائد محمد بن مبارك، الذي قاد القبيلة لمدة عام، واستشهد في معركة حركة أولاد زيان التي كانت تمردًا على السلطة المركزية. دفن القائد محمد بن مبارك بجوار خليفته الطاهر في مقبرة سيدي عبد الرحمان، مما جعل هذا المكان شاهدًا على تاريخ حافل بالنضال.
بعد تولي القيادة، أحدث محمد بن الطيبي نقلة نوعية في إدارة شؤون قبيلته، فكان يتنقل بين قبة سيدي عبد الرحمان، ودار بن الطيبي التي كانت تقع في شارع الحسن الثاني قبل أن تُبنى عليها عمارات حديثة، ودار الزليج التي أُلحقت لاحقًا بمستشفى السلامة.
و حرص القائد محمد بن الطيبي على تجديد قبة سيدي عبد الرحمان لتكون شاهدًا على عصره، فاستقدم المعلم الماهر محمد غنج الجبال من مدينة مراكش، الذي صمم القبة الجديدة بحرفية عالية. لم تقتصر عناية القائد بالقباب على ضريح سيدي عبد الرحمان، بل دفن والده الحاج الطيبي في قبة مقابلة، مضيفًا بعدًا روحيًا لهذه المعالم.
لقد كان القائد محمد بن الطيبي صاحب رؤية في إدارة الموارد حيث أسس نظام الأراضي السلالية و الذي أتاح لأبناء القبيلة الذكور الاستفادة من الأراضي، مما ساهم في ترسيخ النظام الاقتصادي والاجتماعي للقبيلة.د ، كما حظي بتقدير السلطانين المولى الحسن الأول والمولى عبد العزيز، وكان موكبهما يستريح عنده في طريقهما إلى فاس. ومن أبرز المواقف التي تظهر علاقته الوثيقة بالسلطانين، تقديمه ابنته بالتبني، لالة أم الغيت، للمولى عبد العزيز، الذي أمر بزواجها من وزيره الحاج المهدي المنبهي.
لقد تميز ابن الطيبي بكرمه وعطائه، فقد كان يطعم الفقراء والمساكين، ويتبنى الأيتام ويتكفل بتربيتهم وتعليمهم، مما جعله رمزًا إنسانيًا وقائدًا محبوبًا في قبيلته.
توفي القائد محمد بن الطيبي عام 1898م، ودفن بروضة مولاي علي الشريف بباب هيلانة بمراكش، تاركًا خلفه إرثًا تاريخيًا وإنسانيًا خالدًا في ذاكرة قبيلة السراغنة.
و إلى ذلك تبقٓ قبة سيدي عبد الرحمان معلمة تاريخية تخلد لخقبة حافلة بالعطاء والحكمة ، و و كذبك لذكرى قائد قدّم نموذجًا يُحتذى به في القيادة والإنسانية و الكرم .
*رحم الله القائد محمد بن الطيبي و في المشهد عميد حفدته ” الشريف الولي الأرضٓى الأستاذ الباحث في التاريخ و الآثار و المستثمر العقاري الحاج يونس بن الطيبي* ” .