متابعة :مراد وبوغليم محمد
في مشهد يعكس براعة التخطيط الأمني وحزم التنفيذ، نجحت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بآسفي، بقيادة القائد الجهوي وبالتنسيق مع قائد السرية، في توجيه ضربة قاصمة لعالم الجريمة المنظمة في إقليم آسفي. فبعد حملة تمشيطية واسعة النطاق، أُسدلت الستارة مساء يوم الإثنين 23 دجنبر على اكتشاف مخزن سري للمخدرات داخل منزل بتراب سيدي التيجي، يُخفي بين جدرانه عالماً مظلماً من تجارة السموم.
لم تكن هذه العملية مجرد صدفة، بل نتيجة لعمل استخباراتي متقن أفضى إلى توقيف ثلاثة أشخاص، تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والخامسة والثلاثين، من بينهم الملقب بـ”الستاتي”، أحد أبرز المطلوبين أمنيًا بسجل عدلي حافل في تجارة المخدرات.
وفي عمق التفتيش الدقيق، وبعين لا تغفل عن أدق التفاصيل، تم العثور على باب صغير مخفي في أرضية المنزل، يؤدي إلى مطمورة سرية أعدت خصيصاً لتخزين الممنوعات قبل ترويجها. المخبأ كشف عن كنز أسود:
100 كيلوغرام من القنب الهندي (كيف سنابل).
30 كيلوغرامًا من “الطابا”.
2 كيلوغرام من مخدر الشيرا.
40 لترًا من مسكر ماء الحياة (الماحيا).
ولم تتوقف العملية عند حدود الحجز، بل تم إخضاع المشتبه بهم لتدابير الحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف استكمال البحث التمهيدي وكشف خيوط الشبكة الإجرامية المتورطة.
هذه العملية النوعية تعكس يقظة وحنكة القيادة الجهوية للدرك الملكي بآسفي، وتُبرز استراتيجية محكمة في مكافحة الجريمة المنظمة والتصدي لتجار السموم الذين يزرعون الخراب في المجتمع. إن كشف هذا الوكر المظلم، بمخبئه السري وأساليبه الملتوية، يمثل ضربة موجعة لشبكات الاتجار بالمخدرات ويؤكد أن يد العدالة، وإن تأخرت، لا تفلت الجناة.
“مطمورة الموت”، كما يمكن تسميتها، ليست مجرد اكتشاف أمني، بل رسالة قوية لكل من يتجرأ على تهديد أمن الوطن واستقرار مجتمعه، بأن العدالة يقظة، وسيفها لا يلين أمام أولئك الذين يتاجرون بحياة الآخرين من أجل مكاسبهم الدنيئة.
بهذه العملية، يسجل درك آسفي انتصارًا جديدًا في معركته المستمرة ضد الجريمة المنظمة، ويؤكد أن طريق الإصلاح يبدأ من اجتثاث جذور الشر، مهما كانت عميقة.