متابعة: بوغليم ومراد
في ليلة امتزجت فيها آمال العام الجديد بعزائم الرجال الساهرة على أمن الوطن، شهدت بوسكورة ملحمة أمنية فريدة، قادتها عناصر الدرك الملكي تحت قيادة السيد زكرياء القصراوي وإشراف ميداني للسيد يونس عاكفي، قائد المركز القضائي. كانت الليلة احتفاءً ليس فقط بقدوم عام جديد، بل بالأمان الذي غُرِسَ كحصنٍ منيعٍ في وجه كل من تسول له نفسه المساس بطمأنينة هذه الأرض.
من قلب هذا السكون المترقب، خرجت الأسود تزأر في أرجاء بوسكورة، تفرض النظام وتُجسّد هيبة القانون. بخطة محكمة صاغتها العقول وسارت على نهجها السواعد، تمكنت عناصر الدرك من حياكة شبكة أمنية كفيلة بردع كل من يهدد صفو هذه المناسبة. في تنسيق محكم مع القيادة الجهوية بالدار البيضاء بقيادة السيد عبد المجيد الملكوني، كان العمل دؤوبًا، لا يعرف الكلل.
أسود على أرض الواقع
لم يكن الليل كافياً ليُخفي خطوات الخارجين عن القانون، فالبصيرة التي حملتها أعين رجال الدرك كشفت كل حركة مشبوهة، وأثمرت الجهود عن توقيف عشرة من مثيري الفوضى، وحجز كميات معتبرة من المشروبات الكحولية المعدة للترويج غير المشروع. السدود القضائية التي ثُبتت على المحاور الرئيسية للمنطقة كانت أشبه ببوابات حصينة، منعت أي انفلات أو عبث.
ملحمة قائد وجنود
السيد يونس عاكفي، قائد المركز القضائي، كان القلب النابض لهذه الجهود، يقود عناصره بثقة وكفاءة، مسنوداً برؤساء المراكز الترابية وكوكبة الدراجين الذين لم يعرفوا السكون. هذه الملحمة كانت جزءًا من مسيرة طويلة من الإنجازات التي لا تقتصر على ليلة رأس السنة، بل امتدت لتفكيك شبكات الجريمة المنظمة، من عصابات الدعارة الراقية إلى تجار المخدرات الذين تهاوت مخططاتهم أمام يقظة الأسود.
شهادة للتاريخ
لم تمر هذه الجهود دون صدى، ففعاليات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية، وعلى رأسها الأمانة العامة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد، عبّرت عن فخرها وامتنانها لهذه الجهود. كلمات السيد نبيل وزاع، الأمين العام للمنظمة، كانت أشبه بوسام شرف يُضاف إلى صدر رجال الدرك، الذين حملوا عبء الأمان على أكتافهم.
رسالة للعابثين
ليلة رأس السنة في بوسكورة كانت رسالة صارخة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة. عندما تزأر الأسود، لا مكان للخوف، إلا في قلوب من يخالفون القانون. ولأهل هذه الأرض أن يحتفوا بأمانهم، فقد باتوا في كنف أسودٍ تعرف جيدًا كيف تحمي عرينها.