متابعة : بوغليم محمد
في عمق تضاريس دوار التريعات، بنفوذ جماعة أولاد رحمون، دائرة الحوزية، حيث تحاول الأنشطة المحظورة الاختباء خلف ستار الطبيعة الوعرة، انقضت “نسور” الدرك الملكي لتكشف المستور وتحكم قبضتها على وكر لصناعة “الماحيا”، متجاوزة كل الحواجز الطبيعية والجغرافية التي اعتقد “الغربان” أنها ستحميهم من أعين العدالة الساهرة.
في عملية أمنية استباقية، تجلت فيها دقة التخطيط وحنكة التنفيذ، باغتت عناصر الدرك الملكي، يوم الخميس 2 يناير 2025، ورشاً تقليدياً لصناعة مسكر “الماحيا” وسط وادي أم الربيع، موجهة ضربة قاضية لبنية الجريمة المنظمة في المنطقة. وأسفرت العملية عن ضبط 200 لتر من المسكر الجاهز للترويج، وحجز ستة أطنان أخرى في طور التحضير، إضافة إلى معدات التقطير التي كانت تُستخدم في إعداد هذا السُم القاتل.
لكن في مواجهة سمو النسور، لم يكن أمام الغراب المشتبه فيه إلا الفرار، مستغلاً التضاريس الجبلية الوعرة التي طالما اعتمد عليها كحصن منيع. ورغم ذلك، فإن قبضة العدالة لا تعرف تراجعاً، وستستمر في ملاحقته إلى أن يُلقى القبض عليه ويُحاسب على جرائمه.
وبتعليمات صارمة من النيابة العامة بابتدائية الجديدة، تم إتلاف الكميات المحجوزة، ومصادرة المعدات المستعملة، في خطوة حازمة تؤكد العزم على اجتثاث جذور هذا النشاط المحظور.
في فلسفة العدالة، كما رأى المعتزلة، العدل ميزان الحكمة، والحرية لا تُنفصل عن المسؤولية. وهنا تتجلى عظمة القانون الذي يترقب، ثم يتحرك، فيُحكم قبضته على المجرمين، فلا مهرب للغربان من نظر النسور، ولا مناص للمذنبين من عقاب العدالة.
