A place where you need to follow for what happening in world cup

حفل زفاف و مهرجان في نفس الوقت

0 24

تارودانت ، جرائد النهضة الدولية TV…

** حفل زفاف و مهرجان في نفس الوقت !!.

..في البداية أشكر مصور ” شريط الفيديو ” المرفق بالمقال ، و يتعلق الأمر بالأخ : عبد الله آيت أحميد ، الرجل المهتم و المتتبع لشؤون و عادات المنطقة خصوصا منها : الفنية و الثقافية ، و لأن منبر جرائد : النهضة الدولية جاء بدعوة من مدينة تارودانت لحضور حفل زفاف بدوار : [ تابربورت ] الواقع بنفود جماعة : سيدي واعزيز و التابع لقيادة تافنكولت : هذه الجماعة القروية التي عان سكانها كثيرا من كارثة الزلزال الذي ضرب ثلاثة أقاليم ، ألحق بها خسائر مادية و معنوية لا تتصور ، و توفي على أثره عدد كبير من الناس في اكثر من : 34 جماعة تابعة للدوائر

الإدارية الشمالية التابعة لإقليم تارودانت ، و التي تضم قبائل أمازيغية و سلالات مستقرة منذ الأزل في سوس ، و من تلك القبائل نذكر : قبيلة آيت بوبكر ، التي جاء أهلها نساء و رجالا المدعويين منهم و غير المدعويين ، حضروا لحفل زفاف عادي ، و الذي تطور ليصبح على شكل مهرجان ، التقى فيه القروي بالحضري ، و سكان الجبل بإخوانهم بالسهل ، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة ، حيث اختلط الدمع بالإبتسامة ، و عناق الفرح بالمواقف ادرامية و الحزينة ، و التحايا و التهاني بالتعازي و طلب الرحمات للموتى و طول العمر للباقين منهم و الشفاء العاجل للجرحى ، و التوفيق للذين لا زالوا يبيتون لياليهم تحت الخيام البلاستيكية صيفا و شتاء ، تحت الصقيع و البرد القارس ، ينتظرون دورهم في الإستفادة من الدعم و إعادة بناء منازلهم و دورهم ، من طرف السلطات المختصة محليا و أقليميا و وطنيا !!!..عزة النفس عند السوسيين الأحرار تجعلهم دائما في المستوى العالي ، يكدون و يعملون و يشتغلون و لا يمدون أياديهم لأي كان ، يعيشون بكرامة ، و يحترمون أنفسهم ، و يسعون للخير ، لهم و لغيرهم ، يقدسون الثوابت و العهود ، و لا يفرطون و لا يسمحون في شعارهم الخالد : الله ، الوطن ، الملك .. الحفل/المهرجان بذأ من صباح يوم السبت :

2025/01/04 و استمر إلى صباح الأحد ، كان على شكل عرس سوسي ضخم ، تخللته الأهازيج و الغناء و الطرب الخاصين بالنساء و إخوانهم الرجال ، في إطار الوقار و الإحترام ، حيث تميزت رقصة : أحواش الذي رقص فيها أكثر من : 30 راقصا محترفا ، برئاسة المايسترو : محماد أمزالي ، و حضور الشاعرين الكبيرين المعروفين في سوس عامة : الرايس الحاج مولاي الغالي و الرايس علال بركداح ، اللذان تراشقا و تحاورا بل كان بينهما ردود مضادة و في المستوى الفني و الشعري العالي اتسم بالكر و الفر ، كأنهما في معركة حامية الوطيس ، نظرا للمواضيع التي تطرقوا لها أمام الجمهور ، و التي طرحوها للنقد و النقاش و ذلك بالمواجهة الشعرية التي خصصوها لموضوعات الساعة الإثنتين : ( مدونة الأسرة و غلاء الأسعار ..) و التي نعتوها بالخطيرة و نالوا من الجمهور الحاضر ، التشجيع و الإعتراف بجرأتهما و شجاعتهما كشعراء لقبائل سوس عامة و قبيلتي : آيت بوبكر و آيت سمك ، بل استحضروا لأفكار الحاضرين تاريخ الشعراء القدماء الذين كانوا يناضلون بالشعر و بالكلمة الملتزمة دون خوف أو وجل و في إطار حرية التعبير ، أيام بداية الأستقلال العسيرة ، حيث كان الغناء و الشعر الملتزمين محضوران و ممنوعان من سلطات ذلك الزمان البائد ، لما كان المرحوم الرايس الحاج عبد الله بوالزيت يصدع بشعره الهجائي ضد سلطات : قيادة تافنكولت التي كان على رأسها : المتعنت و الديكتانور : القائد بن عمر الحيحي ، الذي مارس الكثير من الممارسات السلطوية الإنتقامية ضد الأنقياء و الأثقياء في عهده ، نصرة للقمع و الظلم ، حيث كان يبتكر و يخترع ألأوامر بالإعتقال و السجن بمقر قيادته دون قضاء و لا عدل ..و من الأبرياء من بقي معتقلا لشهور بتافنكولت ..لهذا برز الشاعر المناضل : المرحوم بوالزيت مستنكرا اسلوب هذا القائد الظالم بغنائه و شعره .. في الختام لا يسعنا إلا أن نشكر كل الجمهور الحاضر المدعويين منه و غير المدعوين لتابربورت و الذين أحيوا هذه المناسبة

لتنسيهم آلام.و أحزان و طول الإنتظار جراء ما لحقهم من أضرار كارثة الزلزال ، ااتي مستهم في حاضرهم و مستقبلهم و جرفت معه آمالهم و قتل الكثير من أفراد عائلاتهم و جوع أسرهم و أولادهم و اسقاط و هدم منازلهم و تبعثر حقولهم و مزارعهم و فلاحتهم ، و اعدام ماشياتهم و حيواناتهم ، و الذي لم يترك لهم ما يسدون به رمقهم .. آمالهم في هذه الحياة كمغاربة معلقة ذائما بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده الذي يرجون من الله لجلالته الشفاء العاجل و طول العمر ، أمين يا رب العالمين ..بالمناسبة السوسيون يرفضون ما جاء في تعديل مدونة الأسرة جملة و تفصيلا !! ، طلبهم لجلالة الملك نصره الله ، تطبيق ما جاء به القرآن الكريم في سوره و آياته في موضوع الإرث و التعدد و العصبة و الإنفاق على النساء و الأطفال ، و الختم للفقهاء و علماء المسلمين المختصين في العلوم الدينية ، نقول هذا و نحن نستمع لشاعرنا الأمازيغي السوسي المحترم : بركداح علال و هو يرد على زميله الشاعر : مولاي الغالي في موضوع تعديل : مدونة الأسرة ، كما يجبرنا الواجب أن لا ننسى منتخبي و أعيان قبيلة : آيت بوبكر و آيت سمك ، الذين حضروا الحفل/المهرجان ، و على رأسهم رئيس الجماعة السيد : سعيد أشن ، و الشكر الموصول لصاحب الدار الكبيرة : الحاج حامد اكسيما و زوجته المصونة : خدوج أمزالي ، اللذان قاما بتمويل عرس زفاف إبنهما البار : يونس أكسيما ، الذي نتمنى له الرفاه و البنين و الحياة السعيدة و طول العمر ، أمين يا رب العالمين…/.

بقلم:علي الساهل الروداني الدوبلالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.