من قلب دوار أولاد العقباني بوجدة: مراسلة النهضة الدولية تُسلط الضوء على معاناة السكان وتؤكد على رسالة الوحدة الوطنية”
تقرير:احلام اخليفي
مراسلة النهضة الدولية من وجدة
في جولة ميدانية قامت بها مراسلة النهضة الدولية، الصحفية أحلام أخليفي، إلى دوار أولاد العقباني القريب من الحدود الجزائرية بمدينة وجدة، تم نقل صورة حية وصادقة عن معاناة سكان هذا الدوار، الذين يعيشون في ظروف صعبة تضعهم في مواجهة تحديات اجتماعية وصحية واقتصادية.
أحلام أخليفي استمعت عن كثب لعدد من السكان الذين يعانون من أمراض مزمنة وبنية تحتية هشة، تعكس ضعفًا في مرافقهم الصحية من مستشفيات ومراكز صحية، فضلاً عن قلة الموارد الفلاحية وضعف تغذية الماشية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على سبل عيشهم اليومية. كما يعاني السكان من مشاكل سكنية حادة، حيث تعيش العديد من الأسر في ظروف غير صحية داخل منازل متهالكة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة. ومع ذلك، فإن المراسلة الصحفية لم تفوت فرصة إبراز الجانب الوطني في رسالتها، مؤكدةً على أن “الوطن أغلى من كل شيء”، في إشارة إلى التأكيد على وحدة البلاد وأهمية العناية بكل مناطق المملكة، بغض النظر عن قربها من الحدود أو بعد المسافة عن المركز.
ورغم المعاناة، كانت رسالتها مليئة بالوطنية والإصرار على أن “الوطن أغلى من كل شيء”، في إشارة إلى التأكيد على وحدة البلاد وأهمية العناية بكل مناطق المملكة، بغض النظر عن قربها من الحدود أو بعد المسافة عن المركز.
كما استحضرت أحلام أخليفي في تقريرها خطابات ملكية سامية تؤكد على حق جميع المواطنين في الرعاية الصحية والتعليم والسكن الكريم. حيث سبق لجلالة الملك أن أكد في العديد من خطاباته على ضرورة تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير جميع الخدمات الأساسية لجميع فئات المجتمع، مؤكدًا في خطابه بمناسبة الذكرى 21 لعيد العرش على أنه “يجب أن نواصل العمل بكل جدية لتوفير الظروف الملائمة للتنمية المستدامة في المناطق النائية، والعمل على ضمان الرعاية الصحية والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء البلاد”. كما أضاف جلالته أن “السكن حق من حقوق المواطنين، وواجب على الدولة توفيره في ظروف لائقة تضمن كرامتهم وتلبي احتياجاتهم الأساسية”.
وفي خطاب آخر، شدد جلالة الملك على أن “الحفاظ على وحدة الوطن لا يكون إلا بتوفير حياة كريمة للمواطنين في كل مكان، وعلى المسؤولين أن يتخذوا التدابير اللازمة لضمان تحسين جودة الحياة في المناطق الأكثر حاجة.”
إن زيارة مراسلتنا الفذّة لدوار أولاد العقباني كانت أكثر من مجرد تقرير صحفي؛ كانت صرخة في وجه المعاناة التي يعيشها العديد من المواطنين في المناطق النائية. كما كانت دعوة قوية للمسؤولين لتكثيف الجهود من أجل توفير البنية التحتية الضرورية، وتحسين الخدمات الصحية، ودعم القطاع الفلاحي، وتحقيق العدالة في توزيع فرص السكن، لتوفير حياة أفضل لأبناء الوطن.
إنّ جلالة الملك، في العديد من خطاباته، لم يتوانَ عن التأكيد على أن “المواطن المغربي في المناطق النائية يجب أن يحظى بنفس العناية والاهتمام الذي يحظى به المواطن في المدن الكبرى”، داعيًا المسؤولين المحليين إلى بذل قصارى جهدهم في تحقيق التنمية الشاملة في هذه المناطق، معتبرًا أن “المسؤولية الوطنية تقتضي أن يكون الجميع في خدمة الوطن، وأن يتم تحقيق المساواة في الفرص والخدمات”.
وختامًا، فإن تقرير “النهضة الدولية” يظل رسالة قوية لصانعي القرار، ليأخذوا بعين الاعتبار المعاناة الحقيقية لهذه المناطق وأهلها، ويعززوا من جهود التنمية الشاملة والمستدامة التي تعكس الالتزام الكبير للمملكة المغربية بالعدالة الاجتماعية والإنصاف.