A place where you need to follow for what happening in world cup

الثقافة في خبر كان: مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد بين التهميش والنسيان

0 19

هيئة التحرير

تعيش المعالم الثقافية في المغرب، ومنها مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد، حالة من الإهمال والتهميش غير المبرر، رغم ما يحمله هذا الفضاء من رمزية ثقافية وتاريخية للمنطقة. في ظل غياب رؤية واضحة من المسؤولين المحليين، يعاني هذا المسرح من تدهور بنيته التحتية، وتراجع دوره كمنارة للإبداع الفني والتبادل الثقافي.

مسرح الهواء الطلق: ذاكرة حية في طي النسيان

يُعتبر مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد من أبرز المعالم الثقافية التي كانت شاهدة على حقبة زاخرة بالعروض الفنية والمسرحية. هذا الفضاء، الذي لطالما استقطب جمهوراً متنوعاً من محبي الفن والثقافة، أصبح اليوم مجرد أطلال تعكس غياب رؤية استراتيجية للحفاظ على الإرث الثقافي. تتراكم النفايات في أركانه، وتتآكل جدرانه بفعل عوامل الزمن والإهمال، بينما تقف السلطات المحلية موقف المتفرج، غافلة عن أهمية هذا المسرح في إثراء المشهد الثقافي.       

غياب المسؤولية الجماعية تجاه الثقافة

رغم التوجيهات الملكية السامية التي أكدت مراراً على ضرورة النهوض بالقطاع الثقافي وصيانة المآثر التاريخية باعتبارها جزءاً من الهوية الوطنية، فإن الواقع في سيدي بوزيد يشير إلى غياب تام للمسؤولية من طرف المجلس الجماعي. فالمسرح، بدلاً من أن يكون حاضنة للإبداع ومتنفساً للساكنة، أضحى مثالاً صارخاً لسياسات التهميش وغياب التخطيط.

إن التوجيهات الملكية، كما جاء في العديد من الخطب السامية، تدعو إلى استثمار الفضاءات الثقافية وتحويلها إلى مراكز للتنمية الثقافية والاجتماعية، وجعلها في خدمة المواطنين. غير أن الإهمال الذي يطال مسرح الهواء الطلق يعكس غياب تفعيل حقيقي لهذه التوجيهات على المستوى المحلي.

التحديات والحلول

أمام هذا الوضع، يبرز تساؤل مهم: إلى متى ستظل المعالم الثقافية في خبر كان؟ الإجابة تتطلب تحركاً عاجلاً من المسؤولين المحليين والجهات الوصية على القطاع الثقافي لإعادة الاعتبار لهذا الفضاء. من أبرز الحلول المقترحة:

1. إعادة تأهيل المسرح: ضرورة تخصيص ميزانية لإصلاح البنية التحتية وتجهيز المسرح وفق المعايير الحديثة.

2. إشراك المجتمع المدني: يمكن للمنظمات الثقافية والجمعيات المحلية أن تلعب دوراً محورياً في إحياء النشاطات الفنية بالمسرح.

3. إطلاق برامج ثقافية: تنظيم مهرجانات وفعاليات دورية تسهم في استقطاب الجمهور وإعادة الروح لهذا الفضاء.

4. تفعيل التوجيهات الملكية: الحرص على تطبيق الخطط الوطنية للنهوض بالثقافة وتعزيز مكانة المآثر التاريخية.

 

الثقافة مسؤولية الجميع

إن إنقاذ مسرح الهواء الطلق بسيدي بوزيد هو واجب جماعي يتطلب تعاون السلطات المحلية، والمجتمع المدني، وكافة الفاعلين الثقافيين. الحفاظ على المعالم الثقافية لا يقتصر على ترميم الجدران، بل يشمل أيضاً إحياء روحها وتحويلها إلى منارات إشعاع فكري وفني. 

رسالة مفتوحة للمسؤولين

في الأخير، لا يمكن فصل الثقافة عن التنمية الشاملة، فهي ليست مجرد ترف أو رفاهية، بل ركيزة أساسية لبناء مجتمع واعٍ بهويته وقيمه. آن الأوان لإعطاء الثقافة المكانة التي تستحقها، والوفاء بتوجيهات الملكية السامية التي تجعل من الإرث الثقافي أحد أعمدة النموذج التنموي الجديد.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.