متابعة:احلام اخليفي
مقال: في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها أوروبا، لم يعد من المفاجئ أن نرى المغاربة في ديار الإسبانية يتسلقون سلم المناصب الكبرى، ويأخذون مكانهم بين الصفوف الأولى للمسؤولين. إذ تمثل هذه الظاهرة تتويجاً لجهود متواصلة، حافلة بالإصرار والعزيمة، والتي تعكس قدرة المغاربة على التأثير في مجتمعاتهم الجديدة من خلال التميز في مجالات مختلفة، ومنها القطاع الأمني الذي يشهد حالياً تزايداً ملحوظاً لوجود الكفاءات المغربية. .
من بين أبرز هذه الكفاءات، تبرز السيدة المحترمة ليلى الحاج إدريس، التي تم تعيينها مؤخراً في منصب رفيع ضمن الجهاز الأمني الإسباني. هذا الإنجاز لم يكن وليد صدفة، بل هو نتاج سنوات من العمل الجاد والمثابرة، من خلال التزامها الواضح بقيم المهنية والشفافية. تعيينها في هذا المنصب يمثل خطوة هامة ليس فقط على مستوى الشخصي، بل يعكس أيضاً تزايد تأثير الجالية المغربية في إسبانيا على المستويات السياسية والاجتماعية.
لقد استطاع المغاربة، منذ وصولهم إلى إسبانيا، بناء علاقات متينة مع المجتمع الإسباني، حيث شاركوا بفاعلية في كافة جوانب الحياة العامة، من العمل، والتعليم، إلى السياسة والأمن. إن هذه النجاحات تأتي نتيجة لثقة المؤسسات الإسبانية في قدرة الكفاءات المغربية على الإسهام في التنمية المستدامة للمجتمع الإسباني، وتحقيق التوازن الأمني والاجتماعي.
الواقع يشير إلى أن الجالية المغربية قد استطاعت، وبمهارات عالية، تجاوز العديد من التحديات التي قد تواجه المهاجرين، لا سيما في مجالات تحكمها المعايير الدقيقة والصارمة مثل الأمن. إن النجاح الذي حققته ليلى الحاج إدريس ليس سوى جزء من صورة أكبر تظهر أن المغاربة في إسبانيا باتوا جزءاً لا يتجزأ من عملية اتخاذ القرار، ويلعبون دوراً مهماً في تعزيز استقرار المجتمع الإسباني.
صعود الجالية المغربية في المناصب القيادية، سواء في المجال الأمني أو غيره، هو في الواقع امتداد لتحولات عميقة في ملامح المجتمع الإسباني. لقد أثبت المغاربة على مر السنين أنهم لا يسعون فقط إلى الاندماج، بل يسعون أيضاً إلى إحداث الفارق والتميُّز في المجالات التي يعملون فيها. وهنا يظهر جلياً كيف أن النجاح في الخارج لا يتوقف عند تحقيق إنجاز فردي، بل يتحول إلى نموذج يعزز مكانة الجالية المغربية ويحفز الأجيال القادمة على المضي قدماً.
المستقبل يحمل المزيد من الأمل والتفاؤل للجالية المغربية في إسبانيا، ويعزز الثقة في قدرة الأفراد على ارتقاء المناصب العليا. ليلى الحاج إدريس تمثل نموذجاً يحتذى به، والكل يأمل أن تكون بداية لمسيرة طويلة من النجاحات، التي لن تقتصر على مجال الأمن فحسب، بل ستشمل مختلف القطاعات التي طالما شكلت فيها الجالية المغربية عنصراً أساسياً في التطوير.
في النهاية، يبقى أن نؤكد أن فخر واعتزاز المغاربة بنجاحاتهم في إسبانيا هو نتيجة طبيعية لالتزامهم بالقيم المهنية، والروح الوطنية، والرغبة المستمرة في خدمة مجتمعاتهم الجديدة بكل فخر.