هيئةالتحرير
في تاريخ العمل الإداري المحلي بالمغرب، تبرز أسماء خلدها التفاني والإخلاص في أداء الواجب الوطني، ومن بين هذه الأسماء اللامعة يسطع اسم أبّا العياشي، أحد أقدم أعوان السلطة بمدينة الجديدة، الذي أمضى أكثر من 45 سنة في خدمة الوطن والمواطنين، كرمز للعصامية والوطنية الصادقة.
البداية: مسيرة حافلة بالتحديات
ولد أبّا العياشي في زمن كانت فيه الإدارة المحلية تواجه تحديات جمة تتطلب رجالاً يتحلون بروح المسؤولية والانضباط. بدأ مسيرته المهنية في سن مبكرة، واستطاع بفضل عصاميته وصرامته أن يكسب ثقة رؤسائه، حيث تعاقب على العمل تحت إشراف عدد من العمال والباشوات والقياد الذين رأوا فيه نموذجاً يُحتذى به في الإخلاص والولاء.
العمل الميداني: تصدي لكل ما يمس البلاد والعباد
على مدى أربعة عقود ونصف، كان أبّا العياشي العين الساهرة التي ترصد كل ما قد يهدد السلم الاجتماعي أو يمس بالمصلحة العامة. تصدى بكل حزم وشجاعة لمختلف التحديات، متخذاً من حب الوطن ووزارة الداخلية دافعاً أساسياً لتحقيق رسالته. تميّز بحضور قوي في الميدان، حيث كان قريباً من الساكنة، مدافعاً عن حقوقهم ومستجيباً لاحتياجاتهم، ما أكسبه محبة واحترام الجميع.
صفات استثنائية لرجل استثنائي
تجتمع في شخصية أبّا العياشي صفات نادرة جعلت منه شخصية فريدة بين أعوان السلطة، فهو صارم في العمل، مخلص في الواجب، متفانٍ في خدمة الوطن. عُرف بوطنيته التي لا غبار عليها وبحنكته في إدارة الأزمات وحل المشكلات، ما جعله يُلقب بـ”شيخ الشيوخ”، وهو لقب مستحق لرجل كرّس حياته لخدمة البلاد.
محبة الساكنة وثقة المسؤولين
كانت العلاقة التي تربط أبّا العياشي بالساكنة علاقة مميزة قائمة على الاحترام المتبادل. استطاع بفضل تواضعه وإنسانيته أن يكسب قلوب الناس، في حين نال ثقة واحترام رؤسائه في العمل، الذين وجدوا فيه دائماً الرجل المناسب في المكان المناسب.
إرث عظيم ومسيرة خالدة
مسيرة أبّا العياشي ليست مجرد سنوات من العمل، بل هي إرث يُحتذى به في التفاني والإخلاص. ترك بصمة لا تُنسى في مدينة الجديدة، وأصبح مثالاً يُحتذى به للأجيال القادمة من أعوان السلطة، ورسالة حية تُذكر بأهمية الوطنية الحقة والالتزام بقيم العمل الصادق.
ما زال صامداً في خدمة الوطن
وما زال أبّا العياشي إلى يومنا هذا واقفاً صامداً في صفوف أعوان السلطة، مواصلاً عمله بكل تفانٍ وإخلاص في خدمة الوطن وخدمة مدينة الجديدة بكل ترابها. هذا العطاء المستمر يعكس روح المسؤولية التي يحملها هذا الرجل الاستثنائي، الذي لم يدخر جهداً في سبيل ضمان أمن واستقرار الساكنة وحماية مصالحهم.
ختاماً: قصة وفاء ومسيرة فخر
إن قصة أبّا العياشي ليست فقط قصة رجل أدى واجبه على أكمل وجه، بل هي حكاية وفاء حقيقية لوطن أعطاه كل شيء، فرد الجميل بعطاء لا ينضب. وفي ظل هذه المسيرة المشرّفة، يظل أبّا العياشي عنواناً للعصامية والصدق والإخلاص، ورمزاً خالداً في سجل أعوان السلطة الذين يستحقون أن يُرفع لهم القبعة احتراماً وتقديراً.