متابعة :بوغليم محمد
عند المساء، حين تنحني الشمس مودعة الأفق، ويبسط الليل
عباءته الثقيلة على دوار تكني بجماعة مولاي عبد الله، كانت هناك زئاب حائرة، تعبث بأمن المنطقة، تهدد استقرارها، وتحيا على فتات الحرام. غير أن ليوث الدرك الملكي بسيدي بوزيد، تحت قيادة الفارس المقدام، قائد سرية الدرك بالجديدة، السيد عدنان ت، لم يرضوا أن تُدنّس أرضهم الطاهرة بتلك الضباع الهائجة، التي تفوح منها رائحة الغدر وتقتات من دماء الأبرياء.
في صمت، ولكن بعيون يقظة كالصقور، انطلقت العملية مساء السبت 26 يناير 2025، حيث سارت عناصر المركز الترابي للدرك، متسلحين بالعزم والإصرار. عند الوصول إلى عرين الوحوش، بدوار تكني، لم يكن ثمة تردد. لقد انقضوا على هدفهم بحكمة ورزانة، فكان النصر حليفهم.
ومن بين تلك الجدران الصامتة التي كانت تخفي أسرارًا ثقيلة، أخرجوا مئات الكيلوغرامات من المخدرات: القنب الهندي، أوراق التبغ الخام، مخدر الشيرا، وأقراصًا مهلوسة. كما ضبطوا مبلغًا ماليًا كان شاهدًا صامتًا على سنوات من الخراب، وأسلحة بيضاء تروي حكايات التهديد والترهيب. 
أُحيل الموقوفان إلى قبضة العدالة بأمر من النيابة العامة المختصة، ليفتح التحقيق أبواب الخفايا المغلقة. خلف الأسوار، تُسائل الضباع نفسها: كيف أغفلت عيونها سهام الأسود؟
إنها ليست مجرد عملية أمنية؛ إنها قصة تُروى عن رجال صدقوا العهد، وساروا دربًا شاقًا لحماية الأبرياء من غدر المفسدين. كانت الأرض التي دنستها أقدام المجرمين تنبض امتنانًا لرجال لم يخشوا خطرًا، واحتضنت بفرح خطواتهم الحازمة.
قد يخطئ البعض في فهم قوة هذه الأسود، ولكنهم لا يدركون أن حزمهم ليس إلا انعكاسًا لحبهم لوطنهم، وولائهم لترابه المقدس. هذا النصر هو شهادة أخرى على يقظة الدرك الملكي وحسن قيادته، تحت إشراف قائد سرية الدرك بالجديدة، الذي لم يتوانَ لحظة عن تقديم المثال الحي للقيادة الحكيمة.
يا أيها المفسدون، اعلموا أن الأسود وإن صمتت فإن صمتها لا يدوم، وإن أطلقت زئيرها فإن السهام تصيب أهدافها، والأرض تبقى طاهرة، محروسة بأرواح الرجال الذين أقسموا أن لا يناموا ما دام في الأرض شر يهدد سلامها.
