A place where you need to follow for what happening in world cup

تبون بين الإنكار والتلميح: هل تتخلى الجزائر عن تسليح البوليساريو؟

0 10

بقلم: أحلام أخليفي

في تصريح مثير لصحيفة لوبينيون الفرنسية، أقرّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بأن جبهة البوليساريو تواصل طلب السلاح من الجزائر، لكنه شدد على أن حكومته “تمتنع عن تقديمه في الوقت الراهن”. هذا الاعتراف الضمني بتسليح الجبهة الانفصالية، رغم محاولة نفيه، يطرح عدة تساؤلات حول النوايا الحقيقية للنظام الجزائري.

مراوغة سياسية أم تنصل من المسؤولية؟

يرى عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، أن تبون يسعى إلى إخلاء مسؤولية الجزائر عن الهجمات التي تنفذها ميليشيات البوليساريو في الصحراء المغربية، خاصة بعد تزايد الإدانات الدولية لأعمال العنف، مثل هجوم السمارة الأخير. كما اعتبر أن الرئيس الجزائري يبعث برسائل تهديد مبطنة للمنطقة، محاولاً الإيحاء بأن أمن أوروبا مرتبط بموقف الجزائر من النزاع.

عزلة دولية متزايدة

بحسب الفاتحي، أصبح الدور الذي تلعبه الجزائر في زعزعة الاستقرار الإقليمي واضحاً، سواء من خلال دعم البوليساريو أو فصائل مسلحة في مالي والنيجر. هذا التوجه، وفق المتابعين، يزيد من عزلة النظام الجزائري دولياً، مع استمرار اعتماده سياسات تتعارض مع الاستقرار الإقليمي.

محاولة لإعادة تلميع الصورة

من جهته، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوبخزة أن تبون يحاول إقناع نفسه قبل الآخرين بأنه غير مسؤول عن دعم البوليساريو، رغم أن الجميع يدرك أن الجزائر هي الممول العسكري الوحيد لها حالياً، بعدما تخلت عنها جهات كانت تدعمها سابقاً، مثل نظام القذافي.

ويضيف العمراني أن إيران وحزب الله، اللذان قدّما دعماً محدوداً للجبهة، يواجهان اليوم تحديات داخلية وخارجية تمنعهما من تقديم أي مساعدة فعلية. أما الجزائر، فلا تزال تحاول تبرير موقفها رغم الأدلة الواضحة على دعمها العسكري للانفصاليين.

تناقضات تبون بين القول والفعل

في سياق متصل، يشير العمراني إلى أن تصريحات تبون تعكس تناقضات واضحة، فهو يتحدث عن إمكانية التطبيع مع إسرائيل بشرط قيام دولة فلسطينية، في حين أن الجزائر تربطها قنوات اتصال سرية ومعاملات تجارية مع تل أبيب، وهو أمر لم يعد خافياً.

خلاصة

تصريحات تبون الأخيرة لا تبدو سوى محاولة التفاف على الحقائق المعروفة حول دعم الجزائر للبوليساريو. فبدلاً من الاعتراف الصريح بالدور الذي تلعبه بلاده في النزاع، يحاول التلميح دون الإفصاح، في أسلوب يعكس حالة الارتباك السياسي التي يعيشها النظام الجزائري في ظل الضغوط الدولية المتزايدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.