A place where you need to follow for what happening in world cup

حكمة الحراس وسقوط الجرذان: حين تبتلع الثعابين فرائسها

0 79

بقلم:مراد مزراني وع بوغليم محمد

في عالمٍ تحكمه القوانين الصارمة للطبيعة، تقف الثعابين شامخةً فوق الأرض، تراقب بصمتٍ حركة الجرذان في جحورها، تنتظر لحظة الانقضاض، لا تسرف في الحيلة، ولا تتعجل في الفتك، لكنها حين تتحرك، لا يبقى للجرذان سوى الهلع والفرار.

هكذا كانت يد القيادة الجهوية للدرك الملكي ببوسكورة، حين كشفت وكرًا تحصنت فيه زمرةٌ من تجار الخديعة، احترفت التلاعب بصحة الناس، مستترة خلف جدران الخداع والغش، متوارية عن أعين القانون، كأنها جرذان تأكل مما تعفن، وتبيع ما أهلكه الزمن.   

بإشارة من العارفين بأسرار الأرض، انقض الثعبان على الجحر، فلم يكن للجرذان مهربٌ، ولا للفساد ملاذٌ. قاد الحكيم يونس عاكفي حركته بدهاء، متكاملًا مع قائد السرية زكرياء القصراوي، وبإشراف السيد عبد المجيد الملكوني، حتى انكشفت اللعبة، وظهر زيف الأقنعة.

كانت الجرذان تجمع بقايا المواد التي أهملتها الأيادي النظيفة، تعيد تشكيلها، تعيد تغليفها، تعيد خداع الزمن والتاريخ، علّها تنجو بجريمتها، لكنها لم تدرك أن في العتمة عيونًا لا تنام، وفي الأرض حراسًا لا يغفلون.

وبأمرٍ من العدالة، أُحرقت السلع الفاسدة كما يُحرق العفن في جذوع الشجر، وأُغلق الجحر الذي كان يأوي الخبث، وتهاوى ثلاثة من الجرذان في قبضة القضاء، بينما ظل البحث جاريًا عن باقي الفارين، أولئك الذين لم يتعلموا بعد أن القانون كالثعبان، ينتظر بصبر، لكن حين يطبق أنيابه، لا يترك أثرًا لمن تسوّل له نفسه العبث بميزان الحق.  .

هكذا، عاد الميزان إلى اتزانه، وبقيت الثعابين تراقب، تحرس، وتسهر، لتذكر كل من ينسى أن في ظلال القانون يكمن العدل، وأن الجرذان، مهما حاولت، لا تفلت من قدرها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.