متابعة :بوغليم محمد
في واحدة من أروع العمليات الأمنية التي لا تخلو من التشويق والإثارة، تمكنت الفرقة السياحية التابعة لولاية أمن الدار البيضاء من الإيقاع بأحد أخطر عناصر شبكات المخدرات الصلبة في قلب المدينة القديمة، التي تشتهر بتنوعها التاريخي وروحها العتيقة.
العملية، التي أبهرت المتابعين بذكائها واحترافيتها، كانت ثمرة تحريات دقيقة ومراقبة لصيقة للمشتبه فيه، مهاجر من دول جنوب الصحراء، الذي كان يدير شبكة معقدة لترويج المخدرات. ورغم محاولاته المتكررة لإخفاء هويته وابتكار طرق للهرب من أعين رجال الأمن، كان يقظة الفرقة السياحية هي العنصر الحاسم في التصدي له.
غير أن ما أضاف عنصر الإثارة في العملية هو أسلوب التنفيذ المبدع الذي اعتمدته العناصر الأمنية. فقد استخدموا سيارة أجرة صغيرة (طاكسي) كوسيلة للتنقل، مما جعلهم يذوبون في الزحام وكأنهم مجرد زبائن عابرين. إلا أن العيون الأمنية المدربة جيدًا لم تغفل عن أية حركة، حتى تمكنت من محاصرة المشتبه فيه بعد أن وصل إلى النقطة المحددة، ليتم إلقاء القبض عليه بمهارة فائقة رغم محاولاته التخلص من المخدرات التي كانت بحوزته.
عملية التفتيش أسفرت عن ضبط عدة جرعات جاهزة للترويج، ما يعكس مدى خطورة المشتبه فيه وامتداد نشاطه الإجرامي. وتم الاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيقات التي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه الشبكة.
إن هذه العملية، التي تم تنفيذها بحرفية عالية، تُظهر تفاني المصالح الأمنية في محاربة الجريمة، وخاصة في المناطق السياحية التي تشهد تدفقًا كبيرًا للزوار. وعلى الرغم من تعقيد العملية، إلا أن الأمنيين أثبتوا أنهم دائمًا على أهبة الاستعداد، مستعينين بالعقل الأمني الحاد، الذي لا يترك أي تفصيل صغير دون تمحيص.
إذن، ليست مجرد عملية توقيف، بل هي استعراض لذكاء واحترافية عناصر الفرقة السياحية، الذين يواصلون العمل بحذر وحنكة لضمان الأمان والطمأنينة لكل من يسكن أو يزور هذه المدينة العريقة.
