سطو ليلي مُحكم على وكالة تحويل أموال بسيدي إسماعيل.. والدرك الملكي يطارد الجناة بخيوط دقيقة

بقلم: بوغليم محمد

في ساعات الفجر الأولى من يوم السبت، استيقظت جماعة سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة على وقع جريمة سطو مُحكمة استهدفت وكالة تحويل الأموال “وفاكاش”، في عملية تكشف عن تخطيط محكم وجرأة غير معهودة. الجناة، الذين لا تزال هويتهم مجهولة، تسللوا إلى قلب الوكالة عبر ثقب أحدثوه في الجدار الخلفي لمرحاض المقر، في مشهد يعكس مستوى من الحنكة الإجرامية التي تواجهها الأجهزة الأمنية.

المعطيات الأولية تشير إلى أن اللصوص تمكنوا من الاستيلاء على مبلغ مالي يُقدر بـ11 مليون سنتيم، إضافة إلى جهاز تسجيل كاميرات المراقبة (DVR)، في محاولة منهم لمحو أي أثر قد يقود إلى كشف هوياتهم. غير أن يقظة رجال الدرك الملكي كانت بالمرصاد.

فور تلقيها الإشعار بالحادث حوالي الساعة العاشرة صباحًا، تحركت دورية تابعة لمركز الدرك الملكي بسيدي إسماعيل، مدعومة بعناصر من فرقة الدرك القضائي بالجديدة، نحو مسرح الجريمة. بفضل الكفاءة العالية والخبرة الميدانية، تم تأمين محيط الوكالة، وبدأت فرق التحقيق في جمع الأدلة الجنائية، مستعينة بتقنيي مسرح الجريمة الذين عملوا على تحليل كل تفاصيل الموقع بدقة متناهية.

النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، التي تم إخطارها فور وقوع الحادث، أعطت تعليماتها الصارمة بتعميق البحث وتوسيع دائرة التحقيق لتشمل كافة المعطيات التي قد تفضي إلى تحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت.

هذه الواقعة تسلط الضوء مجددًا على التحديات الأمنية التي تواجهها المناطق القروية، لكنها بالمقابل تُبرز سرعة استجابة ويقظة رجال الدرك الملكي، الذين يواصلون الليل بالنهار لحماية المواطنين وممتلكاتهم، وتأكيد أن يد العدالة ستطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الوطن.