بواسطة :نجاة مندوبة جريدة النهضة الدولية
جهة فاس/مكناس
في خضم التقلبات التي تشهدها الساحة الإعلامية الإقليمية، خرج وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بتصريح واضح يُجلي الغبار عن حقيقة ما يُروَّج من أخبار مغلوطة، ترددها بعض وسائل الإعلام الجزائرية بانتظام. وأكد بوريطة، في معرض رده على أسئلة الصحفيين بمنطقة التصريحات المختلطة، أن ما يتم تداوله من مزاعم حول المملكة المغربية ليس إلا نسج خيال، لا يستند إلى دليل ولا يرتكز إلى مصدر موثوق.
ولعل أبرز ما أثار هذه التصريحات، هو تداول بعض الصحف الجزائرية لما نُسب زورًا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بخصوص العلاقات المغربية الإسرائيلية. وهنا جاء رد بوريطة حاسمًا ومباشرًا: “من قال ذلك؟ وزارة الخارجية الإسرائيلية؟ لا، إنها صحيفة جزائرية.” بهذا الرد المقتضب، وضع الوزير النقاط على الحروف، مؤكدًا أن المغرب لا يعير اهتمامًا لمثل هذه الأكاذيب التي تستهدف تشويه صورته.
وفي سياق حديثه، أشار بوريطة إلى أن الجزائر دأبت على بث أخبار زائفة عن المغرب، معتبرًا أن الرد على كل كذبة سيأخذ وقتًا ثمينًا، وقد لا ينتهي أبدًا. هذا الموقف يعكس نهج المملكة الثابت في التعامل مع محاولات التضليل الإعلامي؛ فالمغرب، بسياساته الرصينة، يرفض الانجرار وراء المهاترات التي تستهلك الجهد وتُشتت التركيز عن القضايا الجوهرية.
ويذهب مراقبون إلى أن المغرب، بدلاً من الغوص في مستنقع الأخبار الكاذبة، يوجّه بوصلته نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي وتوطيد علاقاته الدولية، إدراكًا منه أن التنمية والاستقرار لا يتحققان إلا عبر العمل البنّاء، بعيدًا عن صراعات لا طائل منها. وهذا النهج يُبرز تباينًا واضحًا في الرؤى بين المغرب والجزائر في كيفية معالجة التحديات السياسية والإعلامية؛ حيث يعتمد المغرب على الوضوح والدبلوماسية الهادئة، فيما يبدو أن الإعلام الجزائري يجنح إلى إثارة البلبلة والضبابية.
إن ردود المملكة، كما تجسدت في تصريحات بوريطة، ليست مجرد دفاع عن الذات، بل تعبير عن رؤية استراتيجية ترى في الحقيقة حصنًا وفي العمل الجاد سبيلًا للارتقاء فوق ضجيج الأكاذيب.