A place where you need to follow for what happening in world cup

موسم الولي الصالح سيدي بلاو بتفاريتي: تقاليد متجذرة وتجديد لميثاق الوحدة الوطنية

0 38

متابعة ؛بوغليم محمد

في قلب الصحراء المغربية، وتحديدًا بمنطقة تفاريتي، أُقيمت فعاليات موسم الولي الصالح سيدي بلاو، حيث اجتمع الآلاف من أبناء الأقاليم الجنوبية في تظاهرة دينية وثقافية، امتزج فيها عبق التاريخ بأصالة الحاضر. لم يكن هذا الحدث مجرد مناسبة روحية، بل منصة لتجديد البيعة والولاء لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتجسيدًا لقيم الوحدة الوطنية التي ظلت ركيزة صلبة في وجدان الشعب الصحراوي.   

طقوس الاحتفال: بين قدسية المكان وثراء التراث
افتُتحت فعاليات الموسم بمراسم دينية مهيبة، شملت تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وإقامة الصلوات والأدعية التي عكست روح التقدير والإجلال. زُينت الساحات بالأعلام الوطنية، فيما تعالت الأهازيج الشعبية التي تروي حكايات الأرض والإنسان، مصحوبة بعروض فنية تقليدية عكست عمق التراث الثقافي لمنطقة الصحراء. وقد ساهمت هذه الأنشطة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الحاضرين، مؤكدين على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.     

تجديد البيعة: عهد مستمر بالولاء والانتماء
مثّل تجديد البيعة والولاء لجلالة الملك محطة مركزية في هذه الاحتفالات، حيث عبّر الحاضرون عن ولائهم الراسخ للعرش العلوي المجيد، والتزامهم بالمضي قدمًا خلف القيادة الرشيدة في مسار التنمية والدفاع عن الوحدة الترابية. وقد ألقيت كلمات مؤثرة من قبل شخصيات محلية وزعماء قبائل، شددوا فيها على أهمية تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات، والتأكيد على أن الوحدة الوطنية تظل الخيار الاستراتيجي لضمان الاستقرار والتنمية في الأقاليم الجنوبية.

أبعاد الرسالة: التقاليد في خدمة الوطن
لا تقتصر أهمية موسم سيدي بلاو على بعده الديني، بل يتجاوزه ليكون مناسبة لتجديد العهد مع الوطن وتعزيز قيم المواطنة الصالحة. فالحدث يعكس كيف يمكن للتقاليد العريقة أن تلعب دورًا فعالاً في ترسيخ الهوية الوطنية، وبث روح الانتماء في نفوس الأجيال الجديدة. كما يمثل فرصة لتلاقي مختلف مكونات المجتمع، من أجل تبادل الأفكار والخبرات، بما يسهم في تعزيز النسيج الاجتماعي وتوطيد العلاقات بين أبناء الوطن الواحد.

ختام: موسم يجسد روح الوطن
يظل موسم الولي الصالح سيدي بلاو بتفاريتي أكثر من مجرد مناسبة دينية أو ثقافية؛ إنه رمز للتلاحم بين القيادة والشعب، وتجسيد حي لروح الوطنية الصادقة. ومع مرور كل عام، يؤكد أبناء الصحراء عزمهم الثابت على الدفاع عن وحدة الوطن، والمضي قدمًا في مسيرة التنمية والتقدم، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. فهذه القيم والتقاليد تظل بمثابة النبراس الذي ينير درب الأجيال نحو مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.