متابعة :بوغليم محمد
مراسل إقليم الجديدة
في شوارع مدينة الجديدة، حيث تتقاطع الأزمنة وتتلاحم الهموم، تتجول الحافلات المهترئة مثل ظلال غارقة في الماضي، شاهدة على كارثة نقل حضري لم تجد حلاً بعد. صباحًا، ومساءً، تلاحق الساكنة رحلة يومية بين الدخان الكثيف وقرقعة الحديد المتآكل، في مشهد يزداد تأزماً مع مرور الوقت.
الحافلات، التي يفترض أن تكون وسيلة للراحة والتنقل، تحولت إلى عبء ثقيل على كاهل المواطنين. المقاعد الممزقة، النوافذ المكسورة، والمحركات التي تخرج أدخنة خانقة، باتت جزءًا من يومياتهم التي لا تنتهي. ومع تزايد أعداد الحافلات التي لم يعد لها من دور سوى التوقف على جنبات الطرق، تزداد المعاناة، ويغرق الجميع في مزيج من الإحباط والتساؤلات: إلى متى سيظل هذا الوضع قائماً؟.
وليس فقط الركاب من يئنون تحت وطأة هذه الأزمة، بل إن البيئة أيضًا تدفع الثمن. الدخان الأسود الذي ينبعث من الحافلات القديمة يسهم في تلوث الهواء، مما يزيد من أمراض التنفس والربو بين السكان. في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة إلى حلول بيئية مبتكرة، تزداد الحافلات تعفنًا وتلوثًا.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحًا: هل ستبقى مدينة الجديدة غارقة في هذه الهوة العميقة من الإهمال؟ أم ستستفيق من سباتها لتعيد تنظيم هذا القطاع الحيوي، عبر تحديث الأسطول الحافلات وتطبيق معايير بيئية صارمة؟.
في انتظار الإجابة، تبقى مدينة الجديدة معلقة بين الوعود الفارغة والمعاناة اليومية لسكانها، الذين يواصلون السير في شوارع مليئة بالحافلات المتداعية، دون أفق قريب للإنقاذ.