متابعة:احلام اخليفي
يبدو أن المملكة المغربية تواصل خطواتها الواثقة نحو تعزيز قدراتها الدفاعية، حيث كشفت تقارير إعلامية عن مساعٍ جادة للرباط لاقتناء مقاتلات الجيل الخامس F-35، في خطوة من شأنها أن تُحدث تحولاً نوعياً في توازن القوى بالمنطقة، وتثير قلق الجارة الشرقية الجزائر، التي تتابع عن كثب تطورات المشهد العسكري في المملكة.
الصفقة المحتملة، التي تُعد واحدة من أكثر الصفقات تطوراً في عالم الطيران الحربي، تُجسد التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو تحديث ترسانته العسكرية ومواكبة أحدث التقنيات الدفاعية. فطائرات F-35، المعروفة بقدراتها الشبحية وتفوقها التكنولوجي، ستمنح القوات الجوية المغربية تفوقاً غير مسبوق في سماء المنطقة، ما يضع المملكة في مصاف الدول القليلة التي تمتلك هذا النوع من الأسلحة المتقدمة.
وبينما يُعتبر هذا التطور تعبيراً عن رؤية المغرب لتعزيز سيادته وحماية مصالحه الوطنية، يرى مراقبون أن هذه الخطوة ستزيد من حدة التوتر في المنطقة المغاربية، خاصة مع الجزائر التي تعيش حالة من التأهب والترقب إزاء أي تحرك عسكري مغربي قد يُغير موازين القوى التقليدية.
الرباط، التي نجحت في السنوات الأخيرة في تنويع مصادر تسليحها وتحديث بنيتها الدفاعية، تُؤكد مجدداً أن أمنها القومي وسيادتها فوق كل اعتبار، في وقت تواصل فيه تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع شركاء دوليين على رأسهم الولايات المتحدة، مما قد يفتح الباب أمام تسريع إتمام هذه الصفقة التاريخية.
وفي انتظار تأكيد رسمي من الجهات المعنية، يظل هذا المسعى المغربي بمثابة رسالة واضحة للخصوم قبل الحلفاء: المغرب ماضٍ في حماية مجاله الجوي والدفاع عن وحدته الترابية، معززاً مكانته كقوة إقليمية لا يُستهان بها.
