تعتيم إعلامي في البئر الجديد يفاقم خطر الحصبة رغم جهود الصحة الإقليمية
مراد مزرانيفي زمن تُعلي فيه السياسات الصحية من شأن التوعية والانفتاح الإعلامي، يُقابل الإعلاميون بمدينة البئر الجديد بجدار من الصمت من قِبل إدارة المركز الصحي المحلي. الطبيب الرئيسي ونائبه رفضا الإدلاء بأي تصريح أو مشاركة أي معلومات حول الوضع الصحي الراهن، خاصة ما يتعلق بانتشار داء الحصبة، الذي بدأ يدق ناقوس الخطر في عدة مناطق.
هذا التعتيم الإعلامي لا يقتصر على كونه موقفاً سلبياً من المسؤولين المحليين، بل يُعد تجاوزاً صريحاً للقانون 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، وتجاهلاً للتوجيهات الملكية السامية التي تحث على الشفافية والانفتاح على وسائل الإعلام، باعتبارها شريكاً أساسياً في نشر الوعي الصحي وتوجيه المواطنين نحو السلوكيات الوقائية السليمة.
بين انفتاح مندوبية الصحة وصمت المركز المحلي
المفارقة الصادمة تكمن في أن هذا التعنت يأتي في وقت تُبدي فيه مندوبية وزارة الصحة انفتاحاً واضحاً على الإعلام، حيث استقبل المندوب الإقليمي عدداً من الصحفيين وأكد على الدور الحيوي للصحافة في التوعية، خاصة في مواجهة الأمراض المعدية مثل الحصبة. هذا الانفتاح الإقليمي يصطدم بحاجز الصمت والتكتم داخل المركز الصحي المحلي، مما يخلق فجوة خطيرة في نقل المعلومات الدقيقة للمواطنين.
الحصبة… تهديد صامت في ظل غياب المعلومة
تُعرف الحصبة بسرعة انتشارها وخطورتها، خاصة على الأطفال والفئات الهشة. ومع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد احتمالات انتشار الفيروس، مما يستدعي حملات تحسيسية مكثفة وتشجيع المواطنين على التلقيح. لكن غياب التواصل من قِبل المركز الصحي يُفقد هذه الحملات فعاليتها، ويُفسح المجال لانتشار المعلومات المغلوطة والشائعات، مما قد يُعرض حياة المواطنين للخطر.
الإعلام في مواجهة الأزمات الصحية: ضرورة أم خيار؟
لطالما كانت الصحافة خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات الصحية، فهي الوسيلة الأكثر فعالية لنشر الوعي وتوجيه السلوكيات المجتمعية. تجاهل هذا الدور الحيوي من قِبل المسؤولين في مركز البئر الجديد لا يُعد فقط عرقلة لجهود التوعية، بل تهديداً مباشراً للصحة العامة.
تدعو الفعاليات الإعلامية والمدنية إلى تدخل عاجل من الجهات الوصية لفرض احترام القوانين وضمان انسيابية المعلومات بين المؤسسات الصحية والإعلام، حتى تتمكن الصحافة من أداء دورها في حماية صحة المواطنين.
في زمن تُعتبر فيه الشفافية والوعي سلاحين أساسيين ضد الأوبئة، لا يمكن أن يُسمح بعودة ممارسات التعتيم والصمت، خاصة حين يكون الأمر متعلقاً بأرواح الناس ومستقبل الأجيال.
السابق بوست
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك