A place where you need to follow for what happening in world cup

خطة ترامب لغزة: رفض عربي ودولي يُعيد رسم حدود الرفض الإقليمي

0 15

 

بقلم: أحلام أخليفي

في مشهد يعكس وحدة الموقف العربي وتماسكه في مواجهة السياسات الأحادية، أعلنت كل من المغرب والعراق، يوم السبت، رفضهما القاطع لخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب المتعلقة بنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة. وجاء هذا الرفض خلال محادثات رسمية جمعت وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره العراقي فؤاد حسين في العاصمة الرباط، حيث عبّر الطرفان عن موقفهما المشترك في بيان وُصف بأنه يحمل رسائل واضحة للداخل والخارج.

سابقة خطيرة تهدد القانون الدولي

لم يتردد البيان المشترك في وصف الخطة الأميركية بأنها “سابقة خطيرة” تتعارض مع مبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني، مؤكدين أن مثل هذه المقترحات ليست فقط انتهاكاً للحقوق الفلسطينية، بل تشكل تهديداً مباشراً لاستقرار وأمن المنطقة برمتها. وأضاف البيان أن الحلول المفروضة من الخارج لن تزيد الأوضاع إلا تعقيداً، في ظل تجاهلها لحق الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره.

تكتل عربي أمام مخططات التهجير

الموقف المغربي-العراقي لم يكن معزولاً عن بقية العواصم العربية، إذ سارعت عدة دول عربية إلى التأكيد على رفضها الصريح لخطة ترامب، التي كشف عنها خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين الماضي. وتوحدت التصريحات الرسمية حول ضرورة احترام الحقوق الفلسطينية، مع التمسك بالحل العادل القائم على حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

أبعاد سياسية تتجاوز غزة

المتابعون يرون أن هذه الخطة الأميركية لم تكن مجرد اقتراح لحل أزمة قطاع غزة، بل تحمل في طياتها محاولة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة، عبر فرض حلول لا تراعي العدالة ولا تراعي حساسية القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الوعي العربي. ومن هنا، جاء الرفض العربي والدولي بمثابة جدار صد يحاول كبح هذه المخططات التي من شأنها أن تفتح الباب أمام موجات جديدة من عدم الاستقرار.

المغرب والعراق: موقف موحد من أجل استقرار المنطقة

في هذا السياق، يعكس التنسيق المغربي-العراقي رسالة مفادها أن وحدة الصف العربي لا تزال حاضرة، رغم التحديات والضغوط الدولية. وهو ما يبرهن على أن القضية الفلسطينية لا تزال تشكل محوراً أساسياً في السياسة الخارجية للبلدان العربية، مهما اختلفت التوجهات والأولويات.

إن هذا الرفض الواسع لخطة ترامب ليس فقط رفضاً لمقترح سياسي، بل هو تأكيد جديد على أن القضية الفلسطينية تظل حجر الزاوية في أي حديث عن السلام والأمن في الشرق الأوسط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.