بقلم مريم الحيمر – محررة بجريدة النهضة الدولية
في قلب مدينة الدار البيضاء، وتحديداً داخل أروقة مركز التكوين المهني عين البرجة، تحول معرض التجهيز والبناء إلى أكثر من مجرد حدث دوري؛ بل أصبح جسرًا يربط بين طموحات الشباب واحتياجات سوق العمل. المعرض الذي استقطب مجموعة واسعة من الشركات العاملة في قطاع البناء والتجهيز، لم يكن فقط منصة لعرض أحدث المعدات والتقنيات، بل كان فرصة حقيقية لفتح الأبواب أمام شباب المستقبل.
شركات رائدة في قطاع البناء والتجهيز حضرت بقوة لهذا الحدث، ساعية ليس فقط للتعريف بمنتجاتها وخدماتها، بل أيضاً لاستقطاب الكفاءات الشابة من خريجي المركز. وقد تميزت هذه الدورة بإقبال كبير على تقديم طلبات التشغيل والتداريب، حيث أبدت الشركات استعدادها لاحتضان هؤلاء الخريجين ومنحهم فرصة لإثبات كفاءاتهم في بيئة عمل حقيقية. هذا التفاعل بين الطلاب والشركات يبرز الدور الحيوي لمثل هذه التظاهرات في ربط التكوين الأكاديمي بالواقع العملي، وجعل الطلاب أكثر قرباً من متطلبات سوق الشغل.
وما يزيد من أهمية هذا المعرض هو تنوع الشركات المشاركة، والتي غطّت مختلف جوانب قطاع البناء، من تجهيزات البنية التحتية إلى أحدث تقنيات التشطيب والتصميم. هذا التنوع أتاح للزوار، سواء كانوا طلابًا أو مهنيين، فرصة الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال الحيوي، وفتح أمامهم آفاقاً جديدة للتعلم والتطوير.
وقد لمسنا خلال جولتنا في المعرض مدى حماس الطلبة وشغفهم للتعرف على الشركات وأخذ فكرة أوسع عن متطلبات العمل، كما عبّر العديد منهم عن أملهم في أن تكون هذه الفعالية بداية لمسار مهني ناجح.
وفي هذا السياق، لا يسعني إلا أن أوجه شكرًا خاصًا للسيد محمد الخضري، مدير مركز التكوين المهني عين البرجة، الذي لم يدخر جهدًا في توفير كل المعلومات اللازمة وتسهيل زيارتنا، مؤكدًا على التزام المركز بربط طلابه بالعالم المهني ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم.
في الختام، يظهر معرض التجهيز والبناء بمركز عين البرجة كأكثر من مجرد حدث سنوي؛ إنه منصة حقيقية لبناء جسور التواصل بين التكوين وفرص الشغل، ومؤشر على أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تعزيز كفاءات شبابه في القطاعات الحيوية مثل البناء والتجهيز.