A place where you need to follow for what happening in world cup

الضربة القاضية: حين تقصف الصواريخ المجنحة أوكار الفساد

0 53

مراد مزراني

على إيقاع الحزم الذي لا يلين، وتحت سماء العدالة التي لا تعرف الغروب، سقطت صواريخ المجد على رؤوس من ظنوا أن الغش حصنٌ منيع، وأن الجشع درعٌ يحمي من الحساب. القيادة الجهوية للدرك الملكي، تحت إشراف القائد الجهوي عبد المجيد الملكوني، وبتنسيق محكم بين القائد الصارم إبراهيم القصراوي، قائد السرية، والمكتب المركزي القضائي، أطلقت العنان لصاروخها الثاقب، يونس عاكفي، فكان القصف بلا هوادة، وكانت الضربة موجعة في خاصرة الفساد.

في قلب بوسكورة، حيث السراديب المظلمة تخفي جرائم لا تحتمل الشمس، دوّى القرار، وانقضّت أيدي الحق على أوكارٍ لا تعرف سوى العبث بصحة المواطن، ومقامرة رخيصة بأمنه الغذائي. أكثر من 100 طن من مكملات الأعلاف الفاسدة، مجهولة المصدر، كانت على وشك التسلل إلى الأسواق، تغزو بطون الدواجن والمواشي، ومنها إلى موائد الأبرياء. لكن للحق رجالًا، لا يغمض لهم جفن، ولا ترتعش لهم يد، وإذا قالوا فعلوا، وإذا ضربوا، فجّرت ضرباتهم أوكار الرذيلة والخديعة.

كان التدخل أشبه بطوفان لا يرحم، حملة أمنية مرسومة بخط اليد الحديدية، حيث تلاقى الذكاء الأمني مع سرعة التنفيذ، فانهار البناء المشؤوم فوق رؤوس القابعين داخله. ولأن القانون لا يُحيد عن دربه، فقد جُهّزت المحاضر، وضُبطت الأدلة، وسُدت المنافذ أمام كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن البلاد.   

لقد ظن بعضهم أن الدرك غافل، وأن دروب التحايل مفتوحة على مصراعيها، لكنهم لم يدركوا أن هناك رجالًا يرون في الليل كما في النهار، وأن صواريخ العدل حين تنطلق لا تعرف التراجع. اليوم، ترتعد الجُرذان في جحورها، تراقب من بعيد رجال الدرك وهم يرفعون راية النزاهة، معلنين أن بوسكورة، وكل شبر من هذا الوطن، ليس مرتعًا للغشاشين ولا مسرحًا للمتلاعبين بقوت الشعب.

ضربةٌ تستحق أن ترفع لها القبعات، وتحيةً لمن جعلوا الأمن الغذائي حصنًا لا يُخترق، وسورًا لا يُتجاوز، فسلامٌ على الصادقين، وسلامٌ على من يحملون الأمانة بيدٍ من فولاذ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.