بقلم: نجاة مندوبة جريدة النهضة الدولية، جهة فاس-مكناس
في قلب العاصمة الإسماعيلية، حيث تتراقص الظلال على إيقاعات الطرب الأندلسي، تقف “جمعية النهضة بمكناس” كحصن منيع يحمي هذا الفن العريق من غبار الزمن. بين أروقة دار الثقافة وقاعات العروض، تواصل الجمعية مسيرتها في الحفاظ على النوبات الأندلسية وصون الإرث الموسيقي الذي تختزن فيه الأندلس صدى أيامها المجيدة.
حراسة النغم الأصيل
رغم ما يعانيه الفن الأندلسي من تهميش، يبقى عشق رواده أكبر من أن ينطفئ. في ورشات الجمعية، تلتقي الأجيال على سلم المقامات، حيث يتعلم الصغار كيف يعزفون النوبات كما كانت تُعزف في قصور بني الأحمر. لكن هل يكفي الشغف وحده للحفاظ على هذا التراث؟ أم أن الزمن يحتاج إلى أكثر من مجرد أوتار حزينة؟.
بين الأمجاد والتحديات
تقول إحدى الناشطات في الجمعية:
“نحن لا نغني لمجرد الغناء، بل نحمل رسالة.. رسالة حب وصمود ضد النسيان.”
لكن في ظل غياب الدعم الكافي، يظل مستقبل الطرب الأندلسي معلقاً بين عشاق يحيونه، وإهمال قد يهدد استمراره. فالموسيقى ليست مجرد ذكريات، بل صناعة تحتاج إلى رعاية ومأسسة.
وسط هذا الواقع، يردد العشاق بيتاً من فن الملحون يعكس حالهم:
“إلى كان الفن بلا إكرام، كيف يعيش وسط الأيام؟”
إرث لا يموت.
في زمن الحداثة الصاخبة، تواصل “جمعية النهضة” رحلتها لإثبات أن الطرب الأندلسي ليس مجرد حنين إلى الماضي، بل هو نبض حاضر ومستقبل يحتاج إلى من يحتضنه. فهل يجد هذا الفن من ينصفه، أم يظل ينشد الخلود في انتظار من يسمعه؟