A place where you need to follow for what happening in world cup

قاعات الحفلات بالمغرب.. قطاع بين نيران التشريعات ونور الإصلاح

0 102

بقلم: نجاة – مندوبة جريدة النهضة الدولية تفي، جهة فاس مكناس

في قلب مدينة مكناس، وتحديدًا بالمعهد الموسيقي حمرية، التأم ثلة من الفاعلين في قطاع قاعات الحفلات في ندوة وطنية استثنائية، حاملة في طياتها أسئلة جوهرية حول مستقبل هذا المجال الحيوي. لقاء جاء في لحظة دقيقة، حيث تتشابك المستجدات التشريعية مع التحديات الاقتصادية، وتفرض الضرورة وضع رؤية إصلاحية تواكب تطورات العصر، وتؤمن لهذا القطاع موقعه ضمن الدينامية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.       

  1. انطلقت فعاليات الندوة باستقبال رسمي للضيوف، أعقبته لحظة افتتاحية امتزج فيها التلاوة العطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم مع النشيد الوطني، في إشارة إلى الهوية الوطنية الجامعة التي تؤطر هذا اللقاء. ثم جاءت الكلمة الترحيبية لرئيس الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، والتي شكلت المدخل الأساس للنقاش، عبر تسليط الضوء على الرهانات الكبرى التي تواجه المهنيين، سواء فيما يتعلق بالضريبة أو القوانين الجديدة المنظمة للمجال.   

وكانت المداخلات الرسمية حاسمة في رسم معالم النقاش، إذ شهدت الندوة لقاءً مفتوحًا مع ممثلي مصلحة الضرائب، أتاح فرصة للحاضرين لطرح تساؤلاتهم حول المستجدات الضريبية، خاصة ما يتعلق بالإجراءات الجديدة وأثرها على استدامة المقاولات العاملة في القطاع. ولم يكن الشق الاجتماعي غائبًا عن النقاش، حيث قدم ممثل الضمان الاجتماعي مداخلة محورية حول ضرورة إدماج العاملين في القطاع ضمن منظومة التغطية الصحية والاجتماعية، في خطوة تهدف إلى تقنين المهنة وتوفير الحماية اللازمة للعاملين بها. كما أُتيحت الفرصة لممثل المكتب الوطني للسلامة الصحية (ONSSA) للحديث عن المعايير الصحية التي يتوجب احترامها داخل قاعات.     الحفلات، حفاظًا على سلامة الزبائن والمهنيين على حد سواء.

أجمعت مداخلات المشاركين على أن القطاع بحاجة إلى رؤية إصلاحية جذرية، تتجاوز المقاربة الضريبية والإدارية، نحو استراتيجية متكاملة للنهوض به. وتمحورت أبرز المواضيع المطروحة حول المستجدات الضريبية والتشريعية، ومدى تأثيرها على مداخيل واستقرار القاعات، مع ضرورة تحسين ظروف العمل من خلال إعادة النظر في العقود والممارسات المهنية المعتمدة. كما تم التركيز على تعزيز الضمان الاجتماعي والسلامة الصحية، باعتبارهما مدخلين أساسيين لتقنين القطاع وضمان حقوق العاملين. وكان للنقاش بعده الاستراتيجي، حيث تناول الحاضرون سبل مواكبة التظاهرات الكبرى، خاصة مونديال 2030، ومدى إمكانية إدماج قاعات الحفلات ضمن المخطط الوطني للاستعداد لهذا الحدث العالمي، بما يسهم في الترويج للسياحة والاستثمار في المجال. كما شكلت هذه الندوة فرصة لترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وهو ما تجسد في تقديم “برقية الولاء” تعبيرًا عن التزام المهنيين بخدمة الوطن والمساهمة في تنميته.     

لم يكن اللقاء مجرد جلسة استماع، بل ورشة مفتوحة على التفكير العميق في مستقبل القطاع. فالتحديات المطروحة تستوجب حلولًا تتجاوز المقاربة الظرفية، نحو مقاربة بنيوية تستند إلى دعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير آليات تمويل تتلاءم مع طبيعة القطاع. كما أن الندوة كشفت عن وعي جماعي بضرورة تكتل المهنيين في إطار تنظيم موحد، قادر على الترافع عن مصالحهم، وضمان مشاركتهم في بلورة القوانين التي تنظم نشاطهم.   

واختتم اللقاء بحفل شاي، كان فرصة لاستكمال النقاشات الجانبية، وترسيخ قناعات مشتركة بضرورة الانتقال من التشخيص إلى الفعل، ومن رفع المطالب إلى تقديم مقترحات عملية تؤطر مستقبل هذا القطاع الحيوي، وتجعله رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب. وفي الختام، جرى تلاوة “برقية الولاء” المرفوعة إلى السدة العالية بالله، تعبيرًا عن الامتنان والوفاء لجلالة الملك، وتجديدًا للعهد على مواصلة العمل بجد ومسؤولية في سبيل النهوض بهذا القطاع وتعزيز دوره في المسار التنموي للبلاد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.