السميلودون او النمر ذو الاسنان السيفية
✍️ مراد مزراني
في عتمة الليل، حين تحسب الذئاب أنها وحدها سيدة البراري، وحين تظن الثعالب أن دهاءها كفيل بإخفاء آثارها بين الصخور والوديان، هناك من يسهر بعين لا تنام، يُطارد خيوط الجريمة حتى آخر جُحر، ويجهز على مكائد اللصوص قبل أن تكتمل حلقات فِخاخهم المسمومة.
هكذا كان المشهد في بوسكورة، حيث لم يكن للصيادين الماكرين أن يتوقعوا أن فريستهم هذه المرة لن تكون مجرد ضحية تسقط في شِباك الوهم، بل ستكون الطُعم الذي سيلتف حول أعناقهم بحبل العدالة. بتاريخ 15 فبراير 2025، وردت إلى عناصر الدرك الملكي ببوسكورة، التابعة للقيادة الجهوية بالدار البيضاء، إخبارية دقيقة حول نشاط عصابة تُتاجر بالأوهام، محترفة في النصب والاحتيال عبر مواقع التواصل، تغوي الطامعين بثروات مدفونة وذهب أحمر نادر، ثم تجرّهم إلى مناطق نائية، حيث يُصبح الطامع هو الضحية، في سيناريو تتكرر فصوله، لكن نهايته هذه المرة لم تكن كما خططت الذئاب. .
بقيادة قائد السرية ببوسكورة وقائد المركز الترابي بالنيابة، تحرك رجال الدرك بسرعة، ناصبين كميناً بذكاء الصياد المحترف. كان لابد من استدراج العصابة إلى معقلها، هناك في أغبالة، تمحضيت، وزايدة بإقليم ميدلت، حيث كانت تعتقد أن لا عين تراها ولا يد تطالها. في لحظة خاطفة، انقض السميلودون على فريسته، وتم الإطاحة باثنين من أفراد العصابة، بينما فر الثالث هارباً كذئب جريح، لكن الأرض لن تكون ملاذه، فقد صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية، ولن تطول خطاه بعيداً عن قبضة العدالة.
الموقوفان، البالغان من العمر ما بين 38 و45 سنة، من أبناء أغبالة بإقليم ميدلت، أحدهما له سوابق عدلية، والآخر كان يعتقد أن القناع سيظل يخفي ملامحه، لكن عين الأمن التي لا تنام كشفت المستور.
اليوم، بعد أن أُحيل الموقوفان على العدالة بتاريخ 26 فبراير 2025، لا يزال البحث جارياً عن العنصر الفار، فيما يتأكد مجدداً أن رجال الدرك، بأسلوبهم الاحترافي وخبرتهم التي لا تخطئ أثر الجريمة، هم الحصن الذي تتحطم أمامه مخططات اللصوص، وهم اليد التي تكتب على جدار الأمن أن الحق لا يضيع، وأن كل ثعلبٍ يعتقد أنه سيد الحيلة، لن يفلت من أنياب السميلودون.