متابعة : المندوبة الصحفية nassiri Najat
جهة فاس مكناس
في لقاء فني يعكس التناغم بين الثقافات، يأتي معرض ألوان تعبر الحدود ليكون شاهداً على قوة الفن التشكيلي كأداة للتواصل وتبادل الرؤى بين مصر والمغرب، وذلك تحت إشراف الفنانة التشكيلية وفاء أبوشادي، رئيسة اللجنة الفنية لأتلييه فناني العالم – فرع المغرب. المعرض الذي ينظم بالتعاون مع مركز ناير للفنون والثقافة ومؤسسة العراقي الدولية – فرع الازدهار، يعد فرصة نادرة لاستكشاف هوية الإبداع النسائي عبر تلاقح أساليب فنية مختلفة، حيث تجتمع أسماء بارزة مثل ليلى مرودي، زهرة الحنصالي، وفاء أبوشادي ، اميمة جناح ، صبحى طيانة ، بشرى عزيز ، ليلى بنرباك ، فتيحة الحراز هؤلائي الفنانات يقدمن أعمالهن في إطار تجريدي، رمزي، وتعبيري، يعكس كل منها تجربتها الشخصية في عالم الفن. 
المعرض ليس مجرد تجمع للوحات فنية بل هو مساحة تفاعلية تعكس التنوع الثقافي والفكري بين الفنانات المشاركات. فالأعمال التي تُعرض تتطرق إلى قضايا الهوية، الأنوثة، والطبيعة، وتُظهر بشكل بارز العالم الداخلي للمرأة المبدعة، حيث يتم تجاوز الحدود التقليدية للفن التشكيلي لتصبح الألوان لغة تواصل عالمية لا تعرف الجغرافيا.
الفنانة وفاء أبوشادي، في حديثها عن المعرض، أكدت على أن الفن يعد جسراً مهما للتواصل بين مختلف الثقافات العربية، مشيرة إلى دور العصر الرقمي الذي أصبح يتيح فرصاً أوسع لعرض هذه الأعمال الفنية، وبالتالي تعزيز التعاون بين الفنانين في العالم العربي. وكأنما لوحة واحدة تعبر عن تاريخ من التواصل الثقافي، وتصبح الألوان وسيلة لتجاوز التحديات الثقافية والاجتماعية، لتؤكد على قدرة الفن في تشكيل هويات متعددة. 
إلى جانب عرض الأعمال الفنية، يُختتم الحدث بتوقيع موسوعة فنية تسلط الضوء على هذا اللقاء الفني وتوثق المسار الإبداعي للمشاركين. هذه الموسوعة ليست مجرد تكريم للأعمال البصرية، بل توثيق علمي وبحثي للفن التشكيلي النسائي الذي يثبت باستمرار قدرة الفن على التأثير على الفكر والمجتمع. 
بهذا الشكل، يصبح المعرض أكثر من مجرد حدث فني، إنه فضاء للاحتفاء بالإبداع النسائي وللتأكيد على أن الفن التشكيلي لا يعترف بالحدود السياسية أو الجغرافية. فهو يتعدى كونه مجرد صورة، ليكون مرآة لعوالم مختلفة تنبض بالألوان والأفكار، حيث يصبح الإبداع القاسم المشترك الذي يوحد الفنانين في كل مكان.
