الرباط ـ «القدس العربي»: بدأت «وكالة بيت مال القدس الشريف» توزيع مساعدات غذائية على الفئات المتضررة من سوء الأوضاع الإنسانية والأمنية في الأراضي الفلسطينية بما فيها أسر نازحة من قطاع غزة، وذلك ضمن البرنامج الرمضاني المعتاد للوكالة التابعة لـ»لجنة القدس» التي يرأسها العاهل المغربي محمد السادس.
وأفاد مراسل التلفزيون المغربي، مساء الإثنين، بأن قرية الجديرة، ضواحي القدس، استفادت من توزيع وجبات غذائية، كما جرى توزيع مساعدات إنسانية تتكون من مواد غذائية أساسية على أسر في قرية النبي صموئيل، بالإضافة إلى تقديم مساعدات لفائدة دور الأيتام والملاجئ ومراكز الرعاية الخاصة في القدس الشريف.
وتضمن تقرير تلفزيوني في هذا الصدد شهادات لمواطنين من القرى المعنية، حيث ذكروا أن فريق «وكالة بيت مال القدس الشريف» يوزع هذه المساعدات بشكل سنوي كل شهر رمضان، مما يخفف من الأعباء المعيشية. وأوضحوا أن الوكالة تقدم طرود رمضان، كما تنظم مخيمات صيفية للأطفال.
وفي هذا السياق، ذكر محمد الصياد، رئيس جمعية رعاية المكفوفين بالقدس، أن هذه المبادرة المغربية تساهم في دعم أشخاص من ذوي الإعاقة في المدينة المقدسة خلال الشهر الفضيل.
وقال ضياء الحسيني، رئيس جمعية خيرية في القدس، إن عملية قفة رمضان السنوية تُدخل بعض الارتياح في نفوس الكثير من الأسر المقدسية المحتاجة.
بدورها، أكدت سارة فهيدات، منسقة مشاريع في مركز نسوي، أن الوكالة تقدم خدمات مستمرة لدعم السكان المقدسيين في ظل الظروف الصعبة، من أجل دعم صمودهم الدائم.
وأوضح محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير «وكالة بيت مال القدس الشريف»، أن الحملة تستهدف العائلات المحتاجة في البلدة القديمة للقدس، بالإضافة إلى مخيمات مثل شعفاط وقلنديا وكذلك القرى المحيطة. وأضاف أن الطرود الغذائية تحتوي على 22 صنفاً من المواد الأساسية، وتلبي احتياجات مجموعة من العائلات لمدة شهر.
وذكر بيان لـ»وكالة بيت مال القدس الشريف»، اطلعت عليه «القدس العربي»، أن هذه العملية التي تستمر طيلة شهر رمضان، تشمل توزيع السلال الغذائية التي تستفيد منها 3 آلاف عائلة فلسطينية في القدس، وتقديم آلاف وجبات الإفطار الساخنة للعائلات والأفراد المستفيدين، المنتسبين للمؤسسات الاجتماعية والخيرية، ورواد المسجد الأقصى المبارك.
وعلى غرار السنوات الماضية، جرى تحديد قوائم المستفيدين من هذه العملية من قبل أخصائيين اجتماعيين وفق معايير محددة، تحت إشراف مكتب تنسيق برامج ومشاريع الوكالة في المدينة المقدسة، مع الحرص على التوزيع العادل لهذه المساعدات على كافة أحياء القدس ومخيماتها وقراها.
وحضر إطلاق هذه المبادرة التضامنية شخصيات مغربية، من بينهم رئيس الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، محمد جمال البوزيدي، وكذا شخصيات دينية واجتماعية مقدسية، وممثلون عن المؤسسات المستفيدة.
وفي سياق آخر، أطلقت «وكالة بيت مال القدس الشريف» كرسي الدراسات المغربية في جامعة القدس، بهدف تعزيز التبادل الأكاديمي والتعريف بالثقافة المغربية في فلسطين.
ويأتي إنشاء هذا الكرسي في إطار تعريف الأجيال الجديدة من الطلبة الفلسطينيين بالتراث الثقافي والحضاري للمغرب الذي يشكل بعمقه التاريخي والحضاري، مركزاً لإشاعة قيم الوحدة والحرية والعدالة والسلام، وفق ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء المغربية. وستركز أعمال الكرسي على دراسة وتحليل الروابط الاجتماعية والتضامنية التي تصل المغرب بفلسطين، ضمن فضاء توحده العلاقات التاريخية والإنسانية والثقافية والحضارية.
وحضر حفل إطلاق الكرسي كل من المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، محمد سالم الشرقاوي، ورئيس جامعة القدس، حنا عبد النور، ورئيسة الكرسي، صفاء ناصر الدين، وعدد من الباحثين والأكاديميين وحشد من الطلبة، وفي هذا الصدد، أشار حنا عبد النور إلى أن إحداث «كرسي للدراسات المغربية» في جامعة القدس، سيسهم في ترسيخ عمق الصلات الثقافية والاجتماعية والسياسية والروحية بين الشعبين المغربي والفلسطيني، والتي جعلت المغاربة جزءاً أصيلاً من النسيج الاجتماعي الفلسطيني في القدس.
وأضاف أن الهدف من إنشاء هذا الكرسي لا يكمن فقط في توطيد أوجه التبادل الثقافي بين الأوساط الأكاديمية في البلدين، وإنما في إعادة إحياء الأواصر التاريخية العريقة التي ربطت بينهما على مر السنين، وإغناء وتثمين الحضور الثقافي المغربي في القدس ببحوث ودراسات نوعية.
وأعرب رئيس جامعة القدس عن شكره لوكالة بيت مال القدس الشريف على جهودها في الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية في القدس وفي دعم صمود المقدسيين من خلال مبادرات وبرامج نوعية تلامس مختلف مجالات الحياة.
وكان الدكتور محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، والدكتور عماد الخطيب النائب التنفيذي لرئيس جامعة القدس، قد أشرفا على تدشين تهيئة فضاءات الحرم الجامعي، للجامعة ـ بيت حنينا ـ بكلفة مالية بلغت زهاء 395 ألف دولار أمريكي، بتمويل من المملكة المغربية.
وأفاد بيان للوكالة أن موقع المشروع خضع لإعادة تصميم شاملة للفضاءات الخارجية على مساحة 1830 متراً مربعاً همت على الخصوص إعادة تصميم مدخل الجامعة والبوابة الرئيسية التي حملت الطابع المغربي في التصميم، إلى جانب إحداث مداخل منفصلة للمركبات والمشاة، تقود إلى منطقة جلوس ومدرج صغير في مدخل الحرم الجامعي.
كما شمل المشروع إعادة تصميم منطقة مواقف السيارات لتعزيز مأمونية الحركة وانسيابيتها داخل الحرم الجامعي، وتصميم منطقة «الكافتيريا» وتجهيزها بمناطق جلوس مظللة لخلق بيئة مريحة للطلاب، مع إنشاء مساحات خضراء تعتمد تقنية الري الموضعي بالتنقيط.
واعتمد المشروع على تخطيط جديد يؤمّن الانتقال السلس بين المستويات المختلفة للحرم الجامعي، مع تصميم سلالم جديدة تؤدي إلى مناطق الملاعب السفلية وإلى مبنى المدرج الداخلي، وتوفير تجهيزات خاصة لحركة الأشخاص في وضعية الإعاقة.