كشف الفرع الاقليمي بآسفي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والبيئة في بيان استنكار له عن قلقه بعد واقعة اختفاء شجرة كانت قائمة منذ سنوات أمام محلبة “آفوكا” بآسفي، في حادثة غامضة تطرح العديد من التساؤلات حول مصير هذه الشجرة والأطراف المسؤولة عن اقتلاعها، دون أي احترام للقوانين الوطنية والدولية التي تحمي البيئة والمساحات الخضراء.
وأضاف إن هذا الفعل، الذي يعد اعتداءً على الفضاء البيئي للمدينة، لا يمكن القبول به تحت أي مبرر، خاصة في ظل التدهور البيئي الذي تعيشه آسفي نتيجة الإهمال والتوسع العشوائي وغياب سياسات واضحة لحماية التشجير. فالأشجار ليست مجرد عناصر طبيعية، بل هي جزء أساسي من التوازن البيئي، تساهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل آثار التلوث، وتلطيف المناخ، وهو ما يجعل أي تعدٍّ عليها بمثابة جريمة بيئية يجب التصدي لها بحزم.
وتستند الجمعية في استنكارها لهذه الواقعة إلى القوانين الوطنية، وعلى رأسها القانون الإطار 99.12 بمثابة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، الذي يؤكد على ضرورة الحفاظ على المساحات الخضراء والتنوع البيئي، كما أن القانون 28.00 المتعلق بتدبير النفايات ومراقبتها يفرض احترام المجال البيئي وعدم الإضرار به. إضافة إلى ذلك، فإن هذا الفعل يتنافى مع الالتزامات الدولية للمغرب، خصوصًا اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، واتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى حماية البيئة ومكافحة التغيرات المناخية، وهو ما يجعل من اقتلاع الأشجار بدون سبب قانوني اعتداءً على هذه الالتزامات.
وعليه، فإن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والبيئة بآسفي تطالب الجهات المسؤولة، وعلى رأسها السلطات المحلية والمجلس الجماعي، بـ
فتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات هذا الفعل، وتحديد الجهات المسؤولة عنه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي جهة متورطة في اقتلاع هذه الشجرة بشكل غير قانوني.
وضع سياسات صارمة لحماية الأشجار والمساحات الخضراء بالمدينة، ومنع أي تدخل عشوائي أو غير مبرر يمس بالبيئة المحلية.
إشراك المجتمع المدني في مراقبة وحماية الفضاءات البيئية، عبر آليات تشاركية تضمن التوازن بين التنمية الحضرية واحترام البيئة.
إن استمرار مثل هذه السلوكيات من شأنه أن يكرس سياسة الأمر الواقع في تدمير المساحات الخضراء، ويجعل المدينة أكثر عرضة لتفاقم أزمات بيئية خطيرة، خصوصًا في ظل التلوث الهوائي الذي تعاني منه آسفي بسبب الأنشطة الصناعية. وعليه، فإننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان والبيئة – فرع إقليم آسفي نؤكد التزامنا بالدفاع عن البيئة وحق المواطنين في العيش في مدينة خضراء تحترم المعايير البيئية العالمية، وندعو جميع الفاعلين إلى التحرك لحماية ما تبقى من التشجير والمساحات الطبيعية قبل فوات الأوان.
محمد حربالي