متابعة: nassiri Najat مندوبة النهضة الدولية تفي
جهة فاس مكناس
اهتزت مدينة بركان على وقع مأساة مؤلمة راحت ضحيتها الطفلة يسرى، ذات التسع سنوات، بعدما ابتلعتها إحدى بالوعات الصرف الصحي خلال التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها المدينة يوم الخميس.
كانت يسرى عائدة من مدرستها برفقة والدها، عندما باغتتهما سيول الأمطار الجارفة، ليسقط الأب في خضم الفيضانات، قبل أن يهب المواطنون لإنقاذه، بينما اختفت الصغيرة وسط تيار المياه العنيف الذي ابتلعها عبر بالوعة غير مؤمنة، لتبدأ رحلة البحث المضنية عنها.
على مدى ساعات، جندت السلطات المحلية مختلف فرقها، مدعومة بسكان المنطقة، في محاولات يائسة للوصول إلى الطفلة. غير أن القدر كان أسرع، حيث قذفتها السيول إلى واد الشراعة، لتُعثر عليها جثة هامدة، في مشهد يختزل حجم الإهمال الذي يحول المرافق العمومية إلى مصائد موت محتم.
رحيل يسرى بهذه الطريقة البشعة أعاد إلى الواجهة تساؤلات حارقة حول وضعية البنية التحتية، وغياب إجراءات السلامة في الفضاءات العامة، حيث تتحول البالوعات المفتوحة إلى أفخاخ مميتة، دون أن يتحمل أحد مسؤولية الأرواح البريئة التي تُزهق بسببها.
فإلى متى سيظل المواطن يدفع ثمن الإهمال؟ وهل ستحرك هذه المأساة ضمائر المسؤولين لتدارك ما يمكن تداركه قبل أن تحصد البالوعات ضحية أخرى؟