A place where you need to follow for what happening in world cup

إفطار الصمود في وجدة.. عمال “موبيليس ديف” يرسمون ملحمة نضالية أمام مقر الجماعة

0 17

هيئة التحرير 

في وجدة، حيث تنكسر الشمس على مآذن المدينة العتيقة، وتنساب رائحة الحريرة في الأزقة المتشابكة، ارتفع صوت آخر إلى جانب الأذان، صوت لا ينادي للصلاة، بل يصرخ بالحقوق.. إنه صوت عمال النقل الحضري “موبيليس ديف”، الذين اختاروا أن يجعلوا من موعد الإفطار محطة أخرى للصمود، عنوانها: “إفطار العزة والكرامة”.

احتجاج لا يعرف التراجع

ليست المرة الأولى التي يصطف فيها عمال الشركة أمام مقر جماعة وجدة، ولكن هذه المرة كانت مختلفة، لأنها لم تكن مجرد وقفة احتجاجية، بل كانت رسالة رمضانية محمّلة بمعاني الصبر والتحدي. اجتمع العمال، وضعوا موائد إفطارهم البسيطة على الرصيف، تقاسموا التمر والماء، فيما كانت حناجرهم تصدح بشعارات تندد بـ “التجاهل والتعنت”.

يخوض هؤلاء العمال إضرابهم منذ أيام، مطالبين بتحسين أوضاعهم المهنية، زيادة أجورهم، وضمان حقوقهم الاجتماعية، ولكن بدلاً من أن يجدوا آذانًا صاغية، واجهوا أبوابًا موصدة، وأعينًا تتجنب النظر إليهم.

وجدة.. مدينة بلا نقل!

الاحتجاجات المستمرة للعاملين في “موبيليس ديف” شلّت حركة النقل الحضري في وجدة، مخلفة حالة من الارتباك في صفوف المواطنين الذين يعتمدون على الحافلات في تنقلاتهم اليومية. مشهد الحافلات المتوقفة، والمواقف الخاوية، رسم صورة قاتمة لوضع يزداد تأزّمًا يوماً بعد يوم.

في المقابل، تلتزم الجهات المسؤولة الصمت، وكأن الأزمة تخص فئة معزولة لا تستحق الالتفات، رغم أن تداعياتها تمسّ آلاف المواطنين الذين يجدون أنفسهم عالقين في زحمة الأزمة دون حلول واضحة في الأفق.

إفطار ليس ككل الإفطارات

لم يكن “إفطار العزة والكرامة” مجرد تجمع احتجاجي، بل كان درسًا في النضال، حيث وقف العمال بصدور مرفوعة، وأيادٍ لم ترفع سوى الخبز والماء، في مواجهة ما يعتبرونه تجاهلًا غير مبرر لمطالبهم.

هي لحظة تختزل الكثير.. أن تفطر في الشارع، ليس لأنك بلا مأوى، ولكن لأن كرامتك لا تسمح لك بالعودة إلى بيتك خالي الوفاض، لأنك تعلم أن وراءك عائلة تنتظر، وأطفالاً ينامون على وعود معلّقة بين “التفاوض المعطل” و”الوعود المؤجلة”.

إلى أين يسير هذا الملف؟

يبدو أن أزمة النقل الحضري في وجدة لن تجد طريقها إلى الحل قريبًا، ما دامت لغة الحوار غائبة، وما دامت طاولات الإفطار في الشارع تحلّ محل طاولات الحوار في المكاتب المغلقة. في المقابل، يستمر العمال في معركتهم، مصممين على انتزاع حقوقهم، ولو كان الثمن إفطارًا تحت ضوء مصابيح الشارع، بدلًا من دفء المنازل.

فهل يكون “إفطار العزة والكرامة” بداية جديدة لطي صفحة الاحتجاجات، أم أن الأيام القادمة ستكشف عن مزيد من التصعيد؟ سؤال يبقى مفتوحًا، تمامًا كما بقيت أبواب الحافلات مغلقة في وجه الركاب، وأبواب الحلول موصدة أمام العمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.