A place where you need to follow for what happening in world cup

الجزائر تستنفر دبلوماسيتها بسبب مناورات عسكرية مغربية فرنسية بالرشيدية

0 22

هيئة التحرير 

في خطوة تعكس توجسها المتزايد، وجهت الجزائر تحذيراً شديد اللهجة إلى فرنسا بشأن المناورات العسكرية المشتركة المرتقبة مع المغرب في منطقة الرشيدية، الواقعة على بُعد نحو 100 كيلومتر من الحدود الجزائرية.

الخارجية الجزائرية، عبر بيان رسمي، أعلنت عن لقاء جمع أمينها العام، الوناس ماقرمان، بالسفير الفرنسي ستيفان روماتيه، حيث تم نقل “انشغال الجزائر العميق” إزاء التدريبات العسكرية المنتظرة في شتنبر المقبل. لكن ما سر هذا القلق الجزائري؟ ولماذا تثير هذه المناورات تحديداً كل هذا الحذر؟

حساسية المنطقة.. عقدة النظام الجزائري

الخبير العسكري عبد الرحمان مكاوي يرى أن تخوف الجزائر نابع من الطبيعة الاستراتيجية لمنطقتها العسكرية الثالثة، الممتدة على طول الحدود المغربية الجزائرية، حيث تضم هذه المنطقة أهم القواعد العسكرية الجزائرية وأكثرها حساسية.

ويكشف مكاوي أن هذه الجهة تحتضن ترسانة من الصواريخ الروسية المتطورة من طراز “S-300″ و”S-400”، إضافة إلى قواعد تضم وحدات النخبة، مثل القبعات السوداء والخضراء والحمراء، فضلاً عن مطار عسكري مخصص للمروحيات وقاعدة يُشتبه في كونها مخصصة للأسلحة الكيماوية في منطقة “حم كير”. كما يتمركز بالمنطقة أكثر من 50 ألف جندي جزائري، مدعومين بوحدات الدرك والمخابرات العسكرية.

المغرب وفرنسا.. رسائل متعددة الأبعاد

يربط مكاوي توقيت المناورات بنجاح الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك خلية “أسود الخلافة في المغرب الأقصى”، التي تسللت عبر منطقة الرشيدية، معتبراً أن التدريبات العسكرية المغربية الفرنسية قد تحمل رسالة تحذيرية مزدوجة، موجهة أولاً إلى الجماعات الإرهابية، وثانياً إلى أي جهة يُشتبه في دعمها أو تسهيل نشاطها.

وفيما يؤكد أن إجراء المناورات العسكرية قرار سيادي مغربي لا يستهدف أي طرف، يلفت مكاوي إلى أن اختيار هذه المنطقة تحديداً يعيد للأذهان أجواء حرب الرمال عام 1963، حين كانت مدينة بشار الجزائرية – التي تضم مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة – محوراً للمواجهات، وهي المدينة التي أمضى فيها رئيس أركان الجيش الجزائري الحالي، سعيد شنقريحة، أكثر من 14 سنة قائداً ميدانياً، ما يفسر فهمه العميق لحساسيتها الاستراتيجية.

تصعيد سياسي أم توجس ميداني؟

بغض النظر عن المخاوف العسكرية، يرى محللون أن التحرك الجزائري يعكس أيضاً قلقاً سياسياً أكثر منه ميدانياً، خصوصاً في ظل التقارب العسكري المغربي الفرنسي الذي يثير حفيظة الجزائر، لا سيما مع توتر العلاقات بين باريس والجزائر في ملفات إقليمية أخرى.

وبذلك، تظل المناورات العسكرية بين المغرب وفرنسا أكثر من مجرد تدريبات ميدانية، بل هي رسالة سياسية وعسكرية تحمل أبعاداً استراتيجية، تضع المنطقة أمام تطورات غير محسومة العواقب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.