عمر إدهمو
.كان سُقراط الفيلسوف اليوناني الذي عاش بين عامي (470-399) قبل الميلاد , زوجاً لإمرأة سليطة اللسان تَعود أن يهرب مِنها قبل طلوع الشمس , ولا يعود إليها إلا بعد أن يغوص قرصها الملتهب الهائل وراء الأفق .
قال يوماً يصف حياته معها :
أنا مدين لهذه المرأة ! فلولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت ، وإن السعادة في النوم ، مسكين الرجل إنه يقف حائراً بين أن يتزوج أو يبقى عازباً بلا زواج وهو في الحالتين نادم ونادم .
وكان سقراط يجد سلواه مع تلاميذه عندما يجتمع بهم ويجادلهم ويحادثونه في أمور الدنيا وأحوالها .
قال مرة لأحد تلاميذه ينبغي أن تتزوج ! فإنك إن ظفرت بزوجة عاقلة صرت سعيداً , أما أن وقعت في براثين زوجة طائشة مُناكفة صرت فيلسوفاً مثل حالي ! .
حدث يوماً إنه كان يتناقش في أفكاره الفلسفية مع بعض تلاميذه ، حين صاحت زوجته ونادته طالبة منه أن يذهب إليها ويساعدها في بعض الأعمال ولكنه لم يسمعها أو بالأحرى كان مندمجاً بالنقاش ، فما كان منها الا ان احضرت وعاءاً مملوءاً بالماء وصبته فوق رأسه .
وبالطبع انزعج تلاميذه من مثل هذا السلوك الفظ ، واندهشوا من جرأتها مع مُعلمهم ، ولكنه نظر اليهم وقال بهدوء وهو يسوي خصلة الشعر الوحيدة في رأسه الأصلع ، بعد كل هذه الرعود ، فلابد أن نتوقع هطول الأمطار .