✍ أحلام أخليفي
في اليوم العالمي للمرأة، حيث تُرفع الشعارات وتُوزَّع الورود، تحيا نساء غزة تحت نيران القصف، يعشن في خيام بعد أن كانت لهن بيوت، ويقاومن الجوع والحصار بدل أن يحتفلن بالحرية والكرامة. إنهن نموذج نادر للصبر والمقاومة، وملحمة متجددة تكتب بدمع الأمهات ودماء الشهيدات.
في غزة، لا يشبه الثامن من مارس احتفالات العالم. هنا، لا هدايا ولا احتفالات، بل أنين أمهات فقدن فلذات أكبادهن، وزفرات نساء يبحثن عن مأوى يحمي أطفالهن من برد النزوح، وخوف دائم من أن تسلبهن الحرب أحبتهن في لحظة. لقد واجهت المرأة الغزاوية جبروت الاحتلال بصلابة نادرة، فكانت أماً للشهيد، وزوجة للمقاوم، وابنة للمعتقل، وطبيبة تسعف الجرحى، وإعلامية توثق المجازر، وعاملة في خطوط الإمداد رغم قلة الموارد.
عيدٌ بنكهة الحصار
يحلّ اليوم الأممي للمرأة هذا العام ونساء القطاع يكافحن من أجل البقاء وسط دمار شامل، حيث بلغ عدد الشهيدات 12,316 من إجمالي 48,346 شهيداً، في حرب إبادة لم تترك حجراً فوق حجر. ومع ذلك، ورغم صعوبة العيش وشحّ الغذاء والماء، وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية، لم تفقد هؤلاء النساء إرادتهن، بل زدن ثباتاً، وأصبحن صوت الحق في وجه آلة البطش الإسرائيلية.
نساء حديديات في وجه العدو
نساء غزة اليوم لا يطلبن سوى حقهن في الحياة، في الأمن بدل القصف، في بيت يقيهن التشرد بدل خيام النزوح، في حق طفولة سليمة لأبنائهن بدل جراح الحرب التي لا تندمل. ومع كل هذا الألم، تظل المرأة الغزاوية صخرة تتحطم عليها أطماع الاحتلال، بل وتنجح، رغم الحصار والدمار، في إنجاب أبطال حولوا العدو إلى فريسة بعدما كان مفترساً.
تحية لنساء فلسطين
في يومهن الأممي، تنحني الهامات إجلالاً لهؤلاء النسوة، فهن أيقونة الصمود في زمن الخذلان، وهن حكاية لا تشبه غيرها، كتبتها نساء بمداد الألم والعزة معاً. فلتتحيا المرأة الغزاوية، ولتحيا المرأة الفلسطينية، نموذج المقاومة العملاقة في وجه الاحتلال والخذلان الدولي!