A place where you need to follow for what happening in world cup

حين تنطق الأنقاض: مسدسان غامضان في أمزميز بين صمت الماضي وأسئلة الحاضر

0 26

:بقلم

Nassiri Najat مندوبة النهضة الدولية تفي 

لم يكن مساء الأحد-الإثنين عاديًا في أمزميز، تلك البلدة التي لا تزال تلملم جراحها وتعيد بناء ملامحها بعد الزلزال المدمر. في حي “درع السوق”، حيث تتواصل أعمال الإعمار، لم يكن أحد يتوقع أن ينبش العمال عن شيء أكثر من الحجارة والتراب، لكن المفاجأة كانت صادمة: مسدسان مدفونان في ورشة بناء، يطفوان على سطح الحاضر كمخلفات غامضة من زمن لم يُكشف بعد.

اللحظة التي قلبت المشهد

لم يكن العثور على المسدسين مجرد اكتشاف عرضي، بل كان لحظة فارقة استنفرت أجهزة الدرك الملكي، التي هرعت إلى المكان لتعميق البحث وفك طلاسم هذا الظهور غير المتوقع. فمن أين جاء السلاحان؟ وكيف انتهيا وسط هذا الركام؟ هل هما بقايا صراع منسي، أم أن ظهورهما مؤشر على نشاط حديث لم تتكشف كل أبعاده بعد؟

أسئلة كثيرة تتقاطع مع واقع أمزميز اليوم، حيث تسير عجلة الإعمار وسط تحديات اقتصادية واجتماعية، زادها ارتفاع أسعار مواد البناء تعقيدًا، مما استدعى تدخلاً من السلطات لضبط السوق وضمان استمرار المشاريع التنموية. لكن الحدث المستجد ألقى بظلاله على المشهد، محوّلًا الأنظار من معركة إعادة البناء إلى معركة البحث عن الحقيقة.

إعادة الإعمار في مواجهة ذاكرة غامضة

ما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة أن أمزميز، التي تحاول النهوض من ركام الزلزال، وجدت نفسها فجأة في مواجهة ركام آخر، أكثر غموضًا وأبعد أثرًا. فإعادة البناء ليست فقط مسألة تشييد الجدران، بل هي أيضًا استعادة الإحساس بالأمان، وضمان أن ماضي المكان لا يعرقل مستقبله.

في ظل هذه المعادلة المعقدة، يظل السؤال مطروحًا: هل المسدسان مجرد قطع صدئة من زمن بعيد، أم أن ظهورهما يحمل دلالات أعمق؟ التحقيقات الجارية وحدها قادرة على كشف خيوط هذا اللغز، لكن المؤكد أن أمزميز، وهي تكتب فصلًا جديدًا في تاريخها، تدرك أن بعض الأسرار لا تموت تحت الأنقاض، بل تنتظر اللحظة المناسبة لتكشف عن نفسها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.