A place where you need to follow for what happening in world cup

طنجة تُشيِّد حصنًا بحريًا استراتيجيًا: تعاون مغربي-أمريكي لمواجهة التهديدات الأمنية

0 20

متابعة احلام اخليفي


على بُعد 20 كيلومترًا شرق طنجة، تُشيّد المغرب بالشراكة مع الولايات المتحدة مركزًا تدريبيًا بحريًا متطورًا في منطقة سيدي قنقوش، ليصبح نواةً لتعزيز الأمن الإقليمي ومحورًا لتدريبات عسكرية متعددة الجنسيات. المشروع، الذي تشرف عليه وحدة “Seabees” الأمريكية الشهيرة، يهدف إلى بناء قدرات مغربية متقدمة في مجال العمليات البحرية، بدءًا من مكافحة القرصنة وحتى عمليات الإنقاذ المعقدة.

المرحلة الثانية من البناء تركز على تدريبات متخصصة مثل “استعادة الرهائن” و”الصعود القسري للسفن” عبر منشآت مُحاكية للواقع. تشمل المرحلة بناء برج تدريبي بارتفاع 15 مترًا، بالإضافة إلى وحدات محاكاة لسيناريوهات هجمات بحرية. المشروع جزء من شراكة استراتيجية دائمة بين البلدين، تعود جذورها إلى مشاركة “Seabees” في مشاريع دفاعية منذ الحرب العالمية الثانية. يُدار المركز داخل مدرسة الغوص البحرية الملكية المغربية، ما يعكس التكامل بين الخبرات الأمريكية والتجهيزات المحلية.

يُعتبر المشروع بمثابة منصة تدريبية رئيسية في شمال إفريقيا للقوات المغربية وحلفائها. كما يُعزز القدرات المشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية الناشئة، مثل الاتجار غير المشروع والقرصنة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. الموقع الجغرافي للمركز يمنحه أهمية استثنائية، كبوابة بحرية تربط بين المتوسط والأطلسي، وهي مناطق تشهد تحركات أمنية مُكثفة. المشروع يُرسّخ المغرب كحليف رئيسي للولايات المتحدة في إفريقيا، ويُعزز دوره كـ”درع أمني” للجناح الغربي للعالم العربي.

خبير استراتيجي عسكري يوضح: “هذا المركز ليس مجرد منشأة تدريبية، بل جزء من خريطة تحالفات تُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة. تدريبات الصعود القسري للسفن، على سبيل المثال، تُعد إشارة واضحة لمواجهة التهديدات الإيرانية في مضيق هرمز مستقبلًا”.

عند اكتماله في عام 2025، سيصبح مركز سيدي قنقوش علامة فارقة في التعاون العسكري الدولي، وقاعدة لصناعة قوات بحرية قادرة على حسم الأزمات في دقائق. المشروع ليس انتصارًا هندسيًا فحسب، بل تأكيدٌ على أن طنجة، بوابة المغرب نحو أوروبا، ستتحول أيضًا إلى “حارسٍ للأمن العالمي”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.