A place where you need to follow for what happening in world cup

الزوايا المغربية: إشعاع روحي وحصن للاستقرار في ظل إمارة المؤمنين

0 13

 

بقلم:بوغليم محمد


في عمق المشهد الديني المغربي، تتربع الزوايا والطرق الصوفية كمنارات إشعاع روحي، تستمد وهجها من تاريخ حافل بالعطاء، حيث لم تكن مجرد فضاءات للعبادة، بل مؤسسات راسخة ساهمت في تثبيت العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني، مما منحها دورًا استثنائيًا في تأطير المجتمع وتعزيز قيم التسامح والوسطية.     

هذا الحضور المتجذر للزوايا ظل يحظى برعاية سامية من أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إدراكًا لما تمثله من ركيزة أساسية في تدبير الشأن الديني. فبفضل هذه العناية، تحولت الزوايا إلى حصون منيعة لحماية الأمن الروحي، تواكب التحولات وتتصدى للتيارات المتطرفة، في تماهٍ تام مع استراتيجية المملكة في صيانة ثوابتها الدينية.

لكن دور الزوايا لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوز البعد الروحي ليشمل مجالات التربية والتعليم والخدمات الاجتماعية، حيث ظلت مدارسها محاضن للعلم، وفضاءً لترسيخ القيم الأخلاقية وتأهيل الناشئة. كما أن امتداد الطرق الصوفية المغربية نحو إفريقيا جعلها فاعلًا رئيسيًا في الدبلوماسية الروحية، مما عزز مكانة المغرب كمرجع ديني يحظى بتقدير دولي.   

إن استمرار الزوايا في أداء رسالتها، في ظل القيادة الحكيمة لأمير المؤمنين، يعكس تماسك الهوية الدينية للمملكة، ويؤكد أن المغرب، بتدبيره المتوازن للحقل الديني، يظل نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين الأصالة والتحديث، وترسيخ الاستقرار وسط عالم يعج بالتحولات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.