متابعة:مراد مزراني
تحت جنح الليل، وفي دهاليز الجريمة التي تحاول التسلل عبر شقوق القانون، كان فأر المجاري الأكبر يتنقل بحذر، متوهماً أنه بمنأى عن العيون الساهرة. لكنه لم يكن يعلم أن ثعالب الشماعية، من خيرة رجال الدرك الملكي، قد أحكموا فخاً لا فكاك منه، بتخطيط بارع وإشراف مباشر من قائد سرية اليوسفية، وبتنسيق دقيق مع قائد المركز الترابي للدرك الملكي بالشماعية.
الموقوف، الذي يعدّ من أخطر مروّجي المخدرات بالمنطقة، كان موضوع 20 مذكرة بحث وطنية، تراكمت فوق ملفه كسجل أسود يختزل مساره في مستنقع الجريمة. وبناءً على معطيات استخباراتية دقيقة، نُصِب له كمين محكم، أسفر عن الإيقاع به مساء يوم 14 مارس 2025، وهو متلبس بحيازة كمية مهمة من مخدر الشيرا كانت موجهة لضخ المزيد من السموم في شرايين المجتمع.
عملية التوقيف، التي جاءت بأسلوب لا يجيده إلا خبراء الأمن من طينة “ثعالب الميدان”، لم تترك مجالاً للمفاجأة أو الفرار، حيث تم تنفيذها بدقة متناهية، مكّنت من إسقاط هذا العنصر الإجرامي دون إثارة أدنى شبهة. والآن، وقد وقع في قبضة العدالة، يستمر البحث، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف امتدادات شبكته الإجرامية.
مرة أخرى، يثبت رجال الدرك أن الجرذان البنية مهما توارت في الأنفاق المظلمة، فإن عيون الأمن لا تنام، وأن مصيرها في نهاية المطاف لن يكون إلا خلف القضبان، حيث لا منفذ ولا مهرب.