A place where you need to follow for what happening in world cup

“إفطار سياسي في أزمور.. تجمع الأحرار بين الوحدة والرسائل المشفرة

0 24

متابعة :مراد مزراني وبوغليم محمد

في أجواء رمضانية دافئة، جلس قادة التجمع الوطني للأحرار في أزمور حول مائدة إفطار لم تكن مجرد لقاء اجتماعي عابر، بل مساحة مشحونة بالرموز والرسائل السياسية التي تسابق الحاضرون في فك شيفراتها. خلف الابتسامات وتبادل التحايا، كانت هناك حسابات دقيقة تُدار، تحاول ضبط إيقاع المرحلة المقبلة وترميم أي تصدعات محتملة داخل التنظيم الحزبي. الصورة الجماعية التي التُقطت بعناية، لم تكن مجرد توثيق للحظة، بل إعلان غير مباشر بأن الحزب متماسك، وأن كل الشائعات التي راجت عن خلافات داخلية ليست سوى زوابع في فنجان السياسة.

الأيام الأخيرة كانت حبلى بالتكهنات، وهناك من روّج لروايات عن انقسامات داخل الحزب، لكن هذا اللقاء الرمضاني جاء ليبعثر الأوراق، ويؤكد أن التجمع لا يزال يحتفظ بنفوذه السياسي محليًا، وأن من يراهن على تصدعه قد يكون مخطئًا في حساباته. رفيق بناصر، المنسق الإقليمي، بدا مرتاحًا وهو يتوسط الحاضرين، كأنه يوجه رسالة واضحة بأن القيادة الحزبية في أزمور لا تزال موحدة، وأن الطريق إلى الاستحقاقات المقبلة سيكون ممهدًا بتفاهمات داخلية تعزز قوة التنظيم.

بعيدًا عن كواليس اللقاء، لا يمكن تجاهل أن هذا الحدث يأتي في ظرف سياسي حساس، حيث تتحرك مختلف القوى لترتيب أوراقها تحضيرًا للاستحقاقات القادمة. في السياسة، لا شيء يحدث صدفة، والموائد الرمضانية، رغم ما تحمله من طابع اجتماعي، قد تتحول إلى منصات لتوجيه رسائل غير معلنة. هذه المأدبة لم تكن استثناء، بل شكلت لحظة فارقة للتأكيد على أن الحزب مستعد لجولة جديدة من التحديات، وأنه لا يزال يحتفظ بأوراقه الرابحة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل كان هذا اللقاء إعلانًا غير مباشر عن وحدة الصف قبل الدخول في المعترك السياسي القادم، أم مجرد استراحة محارب قبل اشتعال المنافسة من جديد؟ الزمن وحده كفيل بالكشف عن الإجابة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.